أقدمت سويسرا مؤخرا على قبول جبهة البوليساريو ضمن اتفاقيات جنيف 1949، وهذه أول مرة تقبل فيها حركة سياسية مسلحة. وشجب المغرب بقوة القرار لكن التساؤل العريض يبقى كيف أقنع البوليساريو سويسرا ولماذا لم تتحرك دبلوماسية الرباط قبل وقوع هذا الحدث.
وتعود وقائع هذا الحدث الى نهاية يونيو الماضي عندما قبل المجلس الفيدرالي السويسري جبهة البوليساريو عضوا في اتفاقيات جنيف الموقع عليها سنة 1949، حيث أرسلت سويسرا رسائل الى مختلف دول العالم تخبرها بهذا الحدث.
واتفاقيات جنيف تتضمن القانون الإنساني الدولي المتعلق بالحروب بين الدول أو بين الدول الحركات والحروب الأهلية، حيث تتضمن قوانين حماية المدنيين والأسرى وجرحى الحرب.
وانتظر المغرب قرابة شهرين لشجب ما أقدمت عليه سويسرا من قبول جبهة البوليساريو عضوا في اتفاقيات 1949، وتساءلت عن كيفية قبول حركة مسلحة بينما الاتفاقيات تشمل فقط الدول.
وأصبحت سويسرا مسرحا لنزاع الصحراء خلال المدة الأخيرة، فقد شهدت جدلا سياسيا بعد احتضان مدينة الداخلة منتدى كرانس مونتانا خلال مارس الماضي، والآن تحضر من خلال قبول جبهة البوليساريو في اتفاقيات جنيف 1949.
ويعتبر قرار سويسرا ضربة قوية للدبلوماسية المغربية في نزاع الصحراء، واكتفت وزارة الخارجية المغربية ببيان الشجب ولكنها لم تعلن عن الخطوات المقبلة لتجميد قرار المجلس الفيدرالي السويسري.
في الوقت ذاته، يطرح تساؤل عريض: ما هي الحجج التي استعملها البوليساريو لإقناع المجلس الفيدرالي السويسري بقبوله في عضوية اتفاقيات جنيف 1949؟ قرار سويسرا لا يتم بمعزل عن التقدم الذي يحققه البوليساريو في بعض الدول مثل السويد وإيطاليا وفلندا والنروج وغياب استراتيجية للدبلوماسية المغربية.
والتساؤل العريض الآخر: هل أصبحت سويسرا معادية للمغرب أم تفتقر دبلوماسية الرباط لاستراتيجية استباقية في هذا النزاع؟