بعدما سحبت الدولة المغربية من قاموسها السياسي سبتة ومليلية المحتلتين، أقدمت السلطات المحلية في تطوان على تهميش ومحاولة منع بعض ممثلي سبتة المحتلة من الصلاة مع الملك محمد السادس في المدينة السياحية المضيق، الأمر الذي جعل أحد ممثلي مغاربة سبتة ينسحب قبل بدء الصلاة احتجاجا على هذا التصرف.
وأدى الملك صلاة الجمعة من الأسبوع الجاري في المضيق، وقبل الصلاة، لاحظ ممثلو سبتة ومنهم رئيس اتحاد مسلمي سبتة الحاج محمد علي تهميشا خطيرا لمسلمي المدينة المحتلة في وقت تم منح الأفضلية لبعض “التجار” للصلاة بالقرب من الملك، فقرر بعضهم ومنهم رئيس الاتحاد الانسحاب قبل وصول الملك وبدء الصلاة احتجاجا على هذا التهميش.
وأثار تصرف السلطات التي كانت تنظم الصلاة امتعاض مسلمي سبتة الذين لا يجدون تفسيرا لهذا التهميش في الوقت الراهن. ولم يتردد البعض منهم في ربطه بتطورات الملف سياسيا، فالرباط تعمل على إرضاء اسبانيا على جميع المستويات للحصول على موقف داعم ولو بشكل غير مباشر في ملف الصحراء. ومن قرارات المغرب تجميد ملف سبتة ومليلية بل وأحيانا ملاحقة للنشطاء الذين يطالبون بسبتة ومليلية كما حدث في الناضور مؤخرا.
ومن أبرز عناوين الصمت المثير للدولة المغربية تبني جميع الأحزاب المغربية بدون استثناء الصمت في هذا الملف. في الوقت ذاته، بعد إيقاف الحرس المدني للملك محمد السادس على متن زورق في مياه سبتة المحتلة يوم 7 غشت الماضي، لم يجرأ أحد القول أنه كان في مياه مغربية.
ويذكر أن الحاج محمد علي يعتبر من المغاربة القلائل الذين حافظوا طيلة أربعين سنة على موقف يدافع عن مغربية سبتة ومليلية، وكان من الذين واجهوا تطبيق قانون الأجانب على مغاربة المدينة، وعقد إبان أزمة جزيرة ثورة خلال يوليوز 2002 ندوة صحفية في قلب سبتة يطالب فيها رئيس الحكومة الإسبانية وقتها خوسي ماريا أثنار الانسحاب من الجزيرة وسبتة ومليلية.
وعمدت اسبانيا الى ضرب الروابط السياسية بين مدينتي سبتة ومليلية مع المغرب للقضاء على مظاهر المغربة، وواجهت صعوبات في الارتباط الديني بإمارة أمير المؤمنين، لكنها نجحت تدريجيا بعدما أنشأت هيئات إسلامية مستقلة عن المغرب، والآن يساعدها المغرب يتهميش مغاربة سبتة دينيا.