بعد خيبة أملها من عدم تبني مجلس الأمن قرارا يجعل من سنة 2015 منعطفا في البحث عن الحل عن نزاع الصحراء المغربية، بدأت جبهة البوليساريو تنهج سياسة ضغط على الأمم المتحدة، ومنها احتمال رفض حضور مفاوضات شهر مايو الجاري.
وكان قرار مجلس الأمن المصادق عليه الأسبوع الماضي قد حافظ على مضمون القرارات السابقة التي تنص على حل بالتراضي بين المغرب وجبهة البوليساريو، ورغم أنه ركز على “تقرير مصير الصحراويين”، إلا أن جبهة البوليساريو اعتبرت ذلك غير كاف بعدما كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون قد اعتبر في تقريره للسنة الماضية أن سنة 2015 يجب أن تكون منعطفا في البحث عن الحل ومنها الانتقال الى استفتاء تقرير المصير.
ورغم أن القرار منح فرصة أكبر من الوقت للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس بتطبيق استراتيجيته الجديدة القائمة على تطوير مقترح سياسي تفاوضي، إلا أن البوليساريو يرغب في ممارسة الضغط على الأمم المتحدة لأنه يعتبر ذلك غير كاف. وكان ممثل البوليساريو لدى قوات المينورسو محمد خداد قد هدد بإعادة النظر في العلاقة مع الأمم المتحدة.
ومن مظاهر الرفض التي بدأت تمارسها، تحجيم حضور قوات المينورسو في مخيمات تندوف ومنع شاحنات تابعة للمينورسو تحمل ترقيما مغربيا دخول المخيمات، وفقد ما نشرته جرائد رقمية مقربة من البوليساريو.
لكن المنعطف قد يكون احتمال رفض جبهة البوليساريو حضور المفاوضات التي يرغب كريستوفر روس تنظيمها بين المغرب والبوليساريو خلال الأسابيع المقبلة. وكانت جبهة البوليساريو قد أبلغت كريستوفر روس أن حضورها المفاوضات رهين بمضمون قرار مجلس الأمن، وبالتالي رفضها للقرار الجديد قد يؤدي الى رفض حضور المفاوضات المقبلة.
وتوجد القيادة الحالية للبوليساريو في موقف حرج للغاية، فمن جهة، ترغب في الرهان على المفاوضات خاصة بعد التصورات التي يحملها كريستوفر روس، ومن جهة أخرى، تتعرض لضغط شديد من عناصر الشباب الذين يرغبون في التأثير في الأحداث بما في ذلك التسبب في الحرب.
وكان ممثل البوليساريو في اسبانيا بوشريا بيون قد صرح للصحافة أن الشباب والجيش في البوليساريو لم يعودا يثقان في الأمم المتحدة وهو ما قد يجر الى وضع جديد.