أقدمت المؤسسة العسكرية المغربية منذ أمس الجمعة على نشر مضادات للطيران في بعض مناطق البلاد مثل نواحي الدار البيضاء وأخرى غير معروفة ولكنها تهم مناطق استراتيجية مثل السدود لمواجهة اي عمل إرهابي جوي عبر الطائرات. وهذه العملية مرتبطة بتدهور الأوضاع في مطار طرابلس خلال الثلاثة أيام الأخيرة، حيث سبق لدول المنطقة ومنها الجزائر وتونس اتخاذ الإجراءات نفسها.
وضمن فرضيات سيناريوهات الاعتداءات الإرهابية، كانت جريدة الخبر الجزائرية قد نشرت يوم 30 يوليو الماضي نقلا عن تقرير أوروبي اتخاذ المغرب وتونس والجزائر إجراءات لمواجهة احتمال ضربة إرهابية عبر طائرة مدنية من الطائرات في مطار طرابلس.
ونظرا لحالة الطوارئ التي تعيشها تونس والجزائر، فلم يتم ملاحظة الإجراءات العسكرية بحكم تواجد الجيش في مختلف مناطق البلاد وبشكل علني، لاسيما وأن البلدين تعرضا لضربات إرهابية مؤخرا، ويشتركان في الحدود مع نقطة ساخنة للغاية وهي ليبيا التي تعيش وضعا سياسيا وأمنيا صعبا بسبب تناحر التيارات المسلحة وكذلك وجود جماعات إرهابية. وكانت الجزائر قد أعلنت مؤخرا تزويدها لتونس بمقاتلات روسية الصنع وأنظمة مضادة للطيران لمساعدة التونسيين على لمواجهة اي احتمال إرهابي عبر توظيف طائرات مدنية.
وخلال الثلاثة أيام الأخيرة، ارتفعت وتيرة المواجهات بين الحركات المسلحة في مطار طرابلس الذي تسيطر عليه مليشيات الزنتان، وهذا يعني عدم وجود أي مراقبة على الطائرات. وغياب المراقبة يجعل توظيف الطائرات في أعمال إرهابية في ليبيا أو في الخارج أمر مفترض للغاية خاصة في ظل انتشار إرهابيي القاعدة وداعش بما في ذلك في المغرب.
ودفع وضع مطار طرابلس الليبي السلطات المغربية الى الإسراع باتخاذ إجراءات ومنها نشر بطاريات مضادة للطيران في مناطق حساسة للغاية وخاصة بالقرب من العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. ولم تصدر الدولة المغربية تأكيدا وتفسيرا لعمليات الانتشار ومصادر الإرهاب التي تهدد المغرب.
ورغم أن الإرهاب يتطلب اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية الصارمة، إلا أن احتمال تعرض المغرب لعمل إرهابي بطائرة تنطلق من ليبيا، بحكم أن هذا البلد هو مصدر الخطر، صعب للغاية للأسباب التالية:
الأولى: البعد الجغرافي بحكم أن طائرة مشبوهة ستعبر أجواء دولتين وهما تونس والجزائر، وهو ما سيجعل وصولها الى المغرب صعب للغاية.
الثانية، عدم استقبال المغرب في الوقت الراهن لطائرات قادمة من ليبيا بسبب الوضع الأمني المنفلت،
ثالثا، توجد الطائرات الليبية كلها في حالة رصد، بينما البعض منها قد جرى تدميره جراء الحرب، إذ من الصعب أن يتم إخفاء الطائرات المدنية بل حتى الصغرى.
ويبقى السبب الرابع هو المتجلي في سهولة إسقاط مقاتلات من نوع ف 16 التي يتوفر عليها المغرب أي طائرة مدنية ولو من الحجم الكبير دخلت الأجواء المغربية ورفضت الكشف عن هويتها أو اتجهت صوب وجهة لضرب هدف استراتيجي.