أبدى العالم الإسلامي رفضه للعمليات الإرهابية التي استهدفت فرنسا ومنها أسبوعية شارلي إيبدو، ويعود جزء كبير منه الى رفض ما يعتبرونه تجاوزات الأسبوعية برسمها كاريكاتورا للرسول محمد الى مستوى إحراق أعلام فرنسا مثلما حدث في الجزائر.
وتبنت فئة من العرب والمسلمين شعار “أنا شارلي” من باب حرية التعبير، ورفضت فئة أخرى تبني الشعار معتبرة مس الأسبوعية بمشاعر الآخرين، ولكنها في المقابل نددت بالعمليات الإرهابية التي استهدفت فرنسا ما بين يومي 7 و9 يناير الجاري وخلفت مقتل 17 شخصا وأساسا أعضاء تحرير أسبوعية شارلي إيبدو، في حين دافع المتطرفون على هذا العمل الإرهابي.
وجاء الموقف المعتدل من أغلب الدول الإسلامية، ومن المعبرين عنه رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز الذي استقبل مسيرة شعبية يومه الجمعة قائلا “أنا لست شارلي ولست كوليبالي، أنا مسلم وجميعنا مسلمون، حاربنا الإرهاب عندنا ودفعنا ثمنا باهظا وتضحيات جسام”.
وكانت مسيرا الجمعة كبيرة وضخم في عدد من دول العالم الإسلامي، واقدم متظاهرون على محاولة اقتحام السفارة الجزائرية في هذا البلد المغاربي، وأحرقوا العلم الفرنسي، بينما كانت التظاهرات عنيفة في النيجر بحرق سبع كنائس. واحتج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند على إحراق العلم الفرنسي.
ويتفاجأ الفرنسيون كيف تعاطف العالم معهم في لحظات وكيف أصبح الآن يشير إليهم كمصدر للتوتر باسم حرية التعبير. ولا يقتصر الأمر على العالم الإسلامي بل كذلك في الولايات المتحدة الأمريكية يحث رفضت صحف كبرى مثل نيويورك تايمز والواشنطن بوست نشر واجهة شارلي إيبدو التي صدرت الأربعاء الماضي.
وهذا التطور دفع بأسبوعية لبوان الى التساؤل العريض في استفتاء رقمي في الشبكة العنكبوتية “إنترنت”: هل العدد الأخير من شارلي إيبدو سيوقظ مشاعر معاداة فرنسا في العالم الإسلامي؟، وصوت أكثر قرابة 66 ألف شخص حتى الساعات الأولى من مساء يومه الأحد، وكانت النتيجة أكثر من 59 ألف فرنسي أجابوا بنعم، وهو ما يشكل 88،2% بينما 11،7% وهو ما يعادل 7900 قالوا لا. والمثير أن بعض القراء الذين نشروا تعليقات في موقع لوبوان يؤكدون أن التمادي في نشر الرسومات المسيئة للرسول يغذي التطرف ومنها حركة داعش في العالم الإسلامي. وهذا هو الموقف الذي يؤكده المسلمون المعتدلون.
وبدأت أحداث شارلي إيبدو توقظ الفرنسيين وتدفعهم الى تبني الوسطية، حيث جاء في استطلاع ليومية الأحد “جورنال دي ديمانش” اليوم أن 42% من الفرنسيين يطالبون بضرورة الابتعاد عن الإساءة الى الرسول محمد.
وهكذا، ففرنسا التي ربحت تعاطف العالم بما فيه العالم الإسلامي بعد اعتداءات شارلي إيبدو تفقد هذا التعاطف في العالم الإسلامي بعد العدد الجديد من المجلة.