يحاول العاهل المغربي الملك محمد السادس تحويل الهجرة الى عنصر رئيسي في خطابه تجاه القارة الإفريقية بعدما ركز في الماضي على التنمية، وذلك بعدما طالب بمرصد خاص بالهجرة في قمة قادة إفريقيا في أديس أبابا يوم 29 يناير الجاري.
وعكس ما كان متوقعا غاب الملك محمد السادس عن القمة الإفريقية كما غاب عن قمة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي في أبيدجان بكوت ديفوار خلال نوفمبر الماضي. وحاول من خلال القمتين بلورة تصور مغربي للهجرة الإفريقية عبر التقليل من التهويل وإبراز ما يعتبره واقعا حقيقيا للهجرة. والجديد هذه المرة هو محاولته تأطير رؤيته للظاهرة ضمن ما سماه ب” الأجندة الإفريقية حول الهجرة”.
في هذا الصدد، ينفي الملك وجود ظاهرة مقلقة للهجرة في وقت لا يمثل المهاجرون سوى 3،4% من ساكنة العالم. وحول الجانب الاقتصادي، يرى أن 85% مما يحصل عليه المهاجرون يبقى في دول المهجر، وبالتالي لا تتسبب في الفقر. وشدد على أن أربعة من المهاجرين الأفارقة يبقون في القارة الإفريقية من بلد الى آخر. وأبرز أن الهجرة لا تشكل مشكلة بل حلا.
واقترح إحداث منصب المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي المكلف بالهجرة لتنسيق سياسات الاتحاد في هذا المجال، كما اقترح إحداث مرصد إفريقي للهجرة، يرتكز عمله على 3 محاور هي الفهم والاستباق والمبادرة ، مبديا استعداد بلاده لاحتضان هذا المرصد.
ويعتبر خطاب الملك في القمة الحالية بمثابة الفصل الثاني من الخطاب الأول الذي وجهه الى قمة الاتحاد الإلإريقي-الاتحاد الأوروبي نهاية نوفمبر الماضي، واحتج على المصطلحات القدحية التي يتم بها ربط الهجرة، ثم ربط الهجرة بظواهر مثل الإرهاب والمخدرات، علاوة على استقطاب الدول المتقدمة للأدمغة الإفريقية.
وتحولت الهجرة الى موضوع رئيسي في خطاب الملك محمد السادس نحو القارة السمراء بعدما كانت التنمية في الماضي تعتبر العنصر البارز في خطابه نحو إفريقيا.