تبدي الولايات المتحدة تفهما أكبر للإسلام على المستوى المؤسساتي بشكل يتجاوز الاتحاد الأوروبي، وآخر الإجراءات ذات الدلالة الرمزية: قرار بلدية نيويورك من جعل عيد الفطر وعيد الأضحى من الأعياد الرسمية في مدارس المدينة، الأمر الذي لا يمكن انتظاره من دول مثل فرنسا وألمانيا.
وأعلن عمدة هذه المدينة الأشهر في العالم، بيل دي بلاسيو يومه الأربعاء 4 مارس قرار جعل عيد الفطر وعيد الأضحى عطلتين رسميتين في مدارس المدينة للمساح للمسلمين بالاحتفال بالأعياد الدينية. ويشكل الطلبة والتلاميذ المسلمون 10% من مجموع الطلبة والتلاميذ.
واعتبر في شرح اتخاذ القرار السعي وراء الاندماج وتعزيز التسامح في مدينة تقطنها مختلف ثقافات وديانات العالم.
ويعتبر قرار عمدة نيويورك ذو رمزية كبيرة للغاية لأنه يعزز من تفهم أمريكي أكبر للدين الإسلامي على مستوى المؤسسات، خاصة وأنه شكل ارتياحا عميقا في أوساط مسلمي المدينة الذين ناضلوا من أجل هذا الهدف لسنوات. وقد تقدم مدن وولايات بها نسبة عالية من المسلمين على اتخاذ قرار مشابه.
ويضاف هذا القرار الى قرار رمزي آخر، شدد غليه البيت الأبيض خلال القمة التي احتضنها حول الإرهاب والتسامح الشهر الماضي، عندما رفض ربط الإرهاب بالديانة الإسلامية رغم معارضة الكثير من الأصوات ومنها إسرائيل ودول أوروبية.
ويضع هذا التوجه دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا في موقف حرج للغاية بحكم تبنيها سياسة لا تبدي تفهما للتقاليد الإسلامية بحجة الدفاع عن العلمانية والهوية الفرنسية والأوروبية عموما.