قال ممثل الحكومة في مدينة مليلية أمس الجمعة أن الجدار الذي يشيده المغرب قد يكون تأثيره مؤقتا ولكن ليس دائما للحد من هجرة الأفارقة وتسللهم الى هذه المدينة المحتلة. وتعتبر هذه التصريحات قوية خاصة وأن المغرب يشيد الجدار رغم مطالبته باستعادة السيادة على المدينة.
وأوضح عبد الملك البركاني وهو أول مندوب للحكومة الإسبانية في مليلية من أصل أمازيغي أن ما يقوم به المغرب من تشييد للجدار قد يكون عملا هاما لاحتواء الهجرة السرية وعمليات تسلل المهاجرين حاليا، لكن في الوقت ذاته هذا لا يشكل حلا نهائيا أمام ضغط المهاجرين المستمر.
وتابع موضحا في الحملة الانتخابية الخاصة بالبرلمان الأوروبي، وهي الانتخابات التي ستجري يوم 25 من الشهر الجاري “الجدار الذي تقيمه المملكة المغربية هام ولكن ليس كافيا يجب الحوار مع الدول التي يخرج منها المهاجرون”.
وفي سابقة من نوعها، يقوم المغرب حاليا ببناء سور يحيط بمدينة مليلية المحتلة للدفاع عنها من تسلل المهاجرين السريين. وتقدم الدولة المغربية على بناء السور وعيا منها أن سياسة الأسوار لن تستطع الحد من الهجرة السرية. وقد أقامت اسبانيا سورين حول مليلية، ولكنها لا يحدان من مواجهة تدفق المهاجرين الأفارقة، هل السور المغربي الثالث سيقوى أمام عزيمة مهاجرين يقطعون أكثر من أربعة آلاف كلم للإلتحاق بأوروبا؟
ويأتي بناء السور بمقترح من اسبانيا، إذ ستتولى القوات الأمنية المغربية التدخل في حالة تجاوز المهاجرين السور الأول (أي السور المغربي) وسيكونون في الأراضي المغربية، ووقتها لن تتحمل اسبانيا مسؤولية التدخل لوقف المهاجرين. وتتعرض حكومة مدريد للتنديد والشجب من المعارضة والجمعيات الحقوقية بسبب ما تقوم به في المنطقة الفاصلة بين السورين المتواجدين حاليا حول مليلية، والسور المغربي سيجنبها الانتقادات.
ورمزيا، يشكل بناء السور اعترافا غير مباشر بحدود مادية بين مليلية وباقي المغرب. ويتزامن بناء هذا السور مع الصمت المطلق الذي يلتزم به المغرب تجاه ملف سبتة وميللية المحتلتين بما في ذلك تجنب الملك محمد السادس الحديث عن المدينتين في خطبه الموجهة الى الشعب طيلة السنتين الأخيرتين.
وكان الملك الراحل ورغم الضغوطات والمناورات التي كانت تمارسها اسبانيا في ملف الصحراء، لا يتردد في الحديث عن سبتة ومليلية. وشرح الوزير الأول السابق والذي شغل منصب وزير الخارجية عبد اللطيف الفيلالي في مذكراته قرار الحسن الثاني بعدم التخلي عن المدينتين وسياسة التذكير بهما لتنبيه العالم الى ملف استعماري لم يحل بعد.
وتبقى المفارقة أنه بينما طلبت مدريد من المغرب (خلال قمة باريس الأمنية يوم 20 فبراير) بناء سور وقام بتطبيق ذلك، تصدر تصريحات من مندوب حكومة مدريد في المدينة المحتلة بعدم جدوى هذا السور لمواجهة المهاجرين. لكن جدواه التاريخية والرمزية يعتبر المغرب خاسرا لأنه قام بببناء سور فاصل لمنطقة يطالب بها.