أعلن حزب فوكس القومي المتطرف اختيار بلدة كوفادونغا كانطلاقة لحملته الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية في اسبانيا التي تبدأ هذا الأسبوع، وهي البلدة التي يحتفظ التاريخ بأنها نقطة بداية حروب الاسترداد. ويرغب الحزب في توظيف التاريخ الإسباني وقضايا الهجرة لتعزيز حظوظه بالحصول على مقاعد كبيرة.
ويفيد الموقع الرقمي لحزب فوكس في شبكة الإنترنت أنه اختار شعارا لحملته الانتخابية “من أجل اسبانيا”، وإذا كانت الأحزاب تبدأ حملتها من العاصمة مدريد، فهذا الحزب اختار الانطلاقة من بلدة كوفادونغا الواقعة في إقليم استورياس شمال البلاد. ويحتفظ التاريخ لهذه البلدة بأنها كانت أول نقطة انطلقت منها حروب الاسترداد في القرن الثامن الميلادي ضد الحكم الإسلامي حتى انتهت بسقوط غرناطة يوم 2 يناير 1492.
ويؤكد الحزب الاختيار بهدف العودة الى اسبانيا المسيحية واسبانيا الغربية. ويعتبر كل حزب سياسي يطالب بحقوق المهاجرين أو مساعدة غير القانونيين هو ضد اسبانيا. ويعتبر الحزب الحاكم في اسبانيا وهو الحزب الاشتراكي “حزبا ضد مصالح البلاد” بسبب ملف الهجرة وملف انفصال كتالونيا. وكان زعيم هذا الحزب سانتياغو أباسكال قد تعهد ببناء سور في سبتة ومليلية المحتلتين لمواجهة الهجرة.
وبدأ زعماء هذا الحزب يوظفون الخطاب الديني الى مستويات تناهض باقي الأقليات ومنها المسلمة، وقد قرر القضاء الإسباني التحقيق مع أحد هؤلاء الزعماء في فالنسيا بتهمة الترويج لخطاب عنصري قائم على معاداة الأجانب دينيا.
وظهر حزب فوكس خلال السنوات الأخيرة، وحقق أحسن نتيجة انتخابية في انتخابات الأندلس خلال ديسمبر الماضي بحصوله على قرابة 12% من الأصوات. ويهدف الى تحقيق رقم مشابه في الانتخابات على المستوى الوطني بحوالي 12% وما يقارب 30 مقعدا، علما أن هذا الحزب لم يكن له وجو نهائيا في الماضي في مؤسسات الدولة. ومن المشاهد المثيرة لهذا الحزب هو تقديم زعيمه سانتياغو أباسكال عل ظهر جواد من فرنسان القرون الوسطى وهو يعيد اسبانيا الى صف الغرب والمسيحية أمام ما يعتبره زحف الهجرة الإسلامية.
وتأتي أطروحات فوكس في وقت تفيد فيه جريدة بوبليكو الرقمية أن تقريرا خاصا بساكنة اسبانيا يبرز أن واحد من كل ستة مواطنين وخاصة في صفوف الشباب هو من أصول أجنبية أو على الأقل واحد من والديه أجنبي. وتعتبره هذه الأرقام هامة للغاية لأنها تبرز الاختلاط الثقافي الذي تعيشه اسبانيا بفضل الهجرة ولاسيما وأنها هجرة متنوعة من مختلف الدول والقارات والثقافات والديانات. وتبرز عالمة الاجتماع سيليا مارسين من جامعة سرقسطة المزايا الكبيرة لهذا الاختلاط الجديد الذي يقود اسبانيا نحو أفق جديد بدل الانغلاق الذي كانت عليها في الماضي.