يتصدر المغاربة الجنسيات التي تعاطت للهجرة السرية من الضفة الجنوبية الى الشمالية من البحر الأبيض المتوسط، لكن المعطيات الأخيرة حول الهجرة من ليبيا نحو إيطاليا تؤكد تراجعهم بشكل ملفت رغم الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة في هذا البلد المغاربي. وتبقى الهجرة الجديد التي تثير اهتمام الرأي العام الدولي ذات دوافع سياسية مرتبطة أساسا بالنزاعات.
وهاجر المغاربة في البدء من شواطئ المغرب نحو اسبانيا ولاحقا بدأوا بالرهان على الهجرة من شواطئ تونس وليبيا نحو إيطاليا. وكانت مختلف التقارير الدولية حول الهجرة من جنوب المتوسط نحو الضفة المالية تؤكد تصدر المغاربة لمختلف الجنسيات. لكن هذا لم يحد يحدث وخاصة في حالة الهجرة الجديدة في ليبيا.
وما بين فاتح يناير الماضي الى نهاية الأسبوع الماضي وصل الى الشواطئ الإيطالية أو أنقدت السفن الإيطالية أكثر من 36 ألف شخص. وهو رقم أقل من المدة نفسها من السنة الماضية، لكن الفواجع التي سجلتها الهجرة خلال العشرة أيام الأخيرة ومنها غرق أكثر 1200 في حادثين، 400 خلال الاثنين من الأسبوع الماضي وقرابة 800 خلال الأحد الماضي جعل الاهتمام العالمي بالظاهرة الموجودة منذ مدة. ووصل السنة الماضية 219 ألف مهاجر الى إيطاليا قادمين من ليبيا.
ومن خلال جدول نشرته الصحافة الإيطالية هذا الأسبوع نقلا عن حكومة روما، تصدر السوريون مختلف الجنسيات التي وصلت الى إيطاليا ب 8865، وجاء في المركز الثاني الإريتيريون ب 3363 ثم الصومال ب 2907 وفي المركز الرابع مهاجرو دولة أفغانستان ب 2370 ثم نيجيريا ب 1866.
وتوجد دولة عربية أخرى ضمن قائمة العشر دول الأوائل وهي السودان في المركز التاسع ب 737، في حين أن باقي الدول الأخرى هي دول إفريقية تشهد نزاعات وحروب. بينما غاب مواطنو دول كلاسيكية في الهجرة مثل المغرب وكذلك تونس.
ورغم وجود عشرات الآلاف من امغاربة في ليبيا في الوقت الراهن، ورغم تددهور الأوضاع السياسية والاجتماعية، يفضلون البقاء أو العودة الى المغرب وعدم الرهان على قطع البحر المتوسط نحو إيطاليا واليونان.
النزاعات وراء الهجرة
ومن خلال قراءة تاريخ الهجرة غير النظامية في البحر الأبيض المتوسط من ضفته الجنوبية نحو الشمالية خلال الثلاثين سنة الأخيرة، كانت هجرة اقتصادية لمهاجرين يبحثون عما يعرف ب “الفردوس الأوروبي”، أما الآن فهي هجرة ناتجة عن النزاعات السياسية المسلحة التي تشهدها بعض الدول.
وليس من باب الصدفة أن يكون السوريون الجنسية الأكثر بين عدد المهاجرين الذين يصلون الى شواطئ ليبيا. ويعتبر رقم المواطنين السوريين مضاعفا مرتين وأكثر بقليل مقارنة مع عدد نازحي/مهاجري إيرتريا.
وينقسم المهاجرون الذين يصلون الى شواطئ إيطاليا الى قسمين، الأول وهو القسم الهارب والفار من الأوضاع الأمنية والاقتصادية المتدهورة في ليبيا. وهذا القسم الأول ينتمي الى المهاجرين الذين يقيمون في ليبيا منذ سنوات طويلة. ويتكون القسم الثاني من النازحين من الحروب وعلى رأسها الحرب الأهلية السورية، حيث يصل السوريون من مصر الى ليبيا لعبور البحر نحو الشواطئ الليبية.