في تطور جديد للربيع العربي، قامت المؤسسة العسكرية بإجبار الرئيس السوداني عمر البشير التنحي عن السلطة بعد 30 سنة من الفساد والدكتاتورية وذلك لتجنيب البلاد المصير المجهول.
وعمليا، تعيش السودان منذ شهور احتجاجات واعتصامات ضد نظام عمر البشير الذي يحكم منذ ثلاثين سنة، وشهدت البلاد إبان حكمه مآسي حقيقية بين حروب أهلية وفساد واغتيالات وانفصال الجنوب. وكان البشير يدعي حماية البلاد والعباد، لكنه في الواقع كان السودانيون يعتبرونه يمارس العكس من فساد واستغلال بشع للسلطة.
وانتفض السودانيون في مناسبات عديدة ومنها خلال المرحلة الأولى من الربيع العربي، لكن الشارع لم يكن ناضجا بالشكل الكافي لتنفيذ هذه الحركة السياسية الكبرى. ومنذ بداية السنة الجارية، تغير الموازين، ونفذت الجماهير اعتصامات أمام القيادة العسكرية لإجبارها على دفع عمر البشير التنحي عن السلطة والانسحاب بدون إراقة الدماء، وبعد أيام من الضغط، قامت مجموعة من الضباط بإبلاغ الرئيس عمر البشير بعزله من منصب الرئيس ووضعه تحت الإقامة الإجبارية واعتقال مجموعة من المسؤولين الآخرين، وهناك ترقب لإصدار بيان عسكري توضيحي.
ويأتي هذا التطور بعد أسبوع واحد من نجاح الشعب الجزائري في الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة من السلطة بعد عشرين سنة من الحكم، وهو ما يعطي للربيع العربي نكهة جديدة نحو انعتاق الشعوب من سلطة طبقة فاسدة من الحاكمين.
واستولى البشير على السلطة سنة 1989 في انقلاب عسكري، ومنذ ذلك التاريخ تحول الى مصدر للتوتر في البلاد أفضى الى انفصال الجنوب وحرب أهلية طاحنة في دارفور ثم قتلى مائتي شخص في الربيع العربي سنة 2013، كما تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية منذ سنوات بسبب جرائم دارفور.