غاب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للمرة الثانية على التوالي عن الاحتفال الرسمي بالعيد الذي اعتاد حضوره منذ اعتلائه الحكم العام 1999 بالمسجد الكبير بالعاصمة رفقة كبار مسؤولي الدولة وذلك على خلفية الوعكة الصحية التي تعرض لها نهاية أبريل/ نيسان الماضي من السنة الجارية.
وناب رئيسا غرفتي البرلمان الجزائري عبد القادر بن صالح، ومحمد العربي ولد خليفة، إلى جانب الوزير الأول عبد المالك سلال، عن رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة، في الاحتفال الرسمي وصلاة عيد الأضحى بالجامع الكبير بالعاصمة والذي شارك فيه أعضاء من الحكومة وسفراء دول عربية وإسلامية بالجزائر.
وتعد هذه المرة الثانية التي يغيب فيها بوتفليقة عن الاحتفال بالجامع الكبير منذ وصوله الحكم عام 1999 حيث سبق أن غاب عن احتفال عيد الفطر الماضي وذلك بسبب وجوده في فترة نقاهة بعد تعرضه لوعكة صحية نهاية إبريل/نيسان.
ورغم أنه استانف نشاطه الرسمي فور عودته من فرنسا، منتصف يوليو/ تموز الماضي في شكل اجتماعات مع كبار مسؤولي الدولة وأعضاء الحكومة وكذا ضيوف أجانب إلا أن الرئيس بوتفليقة الذي يبدو أنه لا يقوى على السير مازال لم يظهر في نشاط رسمي يتطلب تنقلات أو جهدا بدنيا كبيرا.
وعاد بوتفليقة منتصف يوليو/ تموز الماضي من فرنسا، بعد رحلة علاج دامت أكثر من شهرين ونصف، وقال بيان رسمي إنه سيكمل فترة التأهيل الوظيفي بالجزائر، فيما أكدت وسائل إعلام فرنسية أنه عاد على كرسي متحرك، وهو غير قادر على الحركة.
واكتفت رئاسة الجمهورية بالجزائر بمناسبة عيد الأضحى بنشر بيان تؤكد فيه أن “رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بعث برقيات تهنئة لملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية عبر لهم فيها عن تهانيه الخالصة بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك ومتمنيا لشعوبهم مزيدا من النماء والرفاهية”.
وعلى صعيد آخر ركز خطيب الجامع الكبير بالجزائر في صلاة العيد على “التحذير من مخططات ضرب وحدة الشعوب العربية وبث الفتنة في هذه الدول خدمة لاعداء الأمة”.
كما تحدث في حضور كبار مسؤولي الدولة خلال هذه الخطبة الرسمية عما اسماها التحديات التي تواجهها الامة الاسلامية في “أمنها واستقرارها بآياد خارجية وداخلية بسبب التركيز على السلبيات التي تعد من عوامل الفرقة والتشرذم”.
وفي هذا السياق يرى الإمام أن تحقيق وحدة المسلمين تتطلب بالاساس “منح حقوق الناس المهضومة بعيدا عن المحاباة وبناء اقتصاد على أسس علمية متينة وتعبئة كافة الامكانيات المادية لتحقيق الاكتفاء الذاتي إلى جانب الابتعاد عن السلبيات المدمرة لوحدة الأمة”.
وبمناسبة العيد أعلنت مصالح الامن الجزائرية من شرطة ودرك وطني (قوات أمنية) عن مخطط متكامل لتأمين احتفالات العيد لضمان سلامة المواطنين خلال هذه المناسبة.
وتضمن المخطط إجراءات للتواجد الأمني والإنتشار في الميدان وكذا تأمين لمحيط التجمعات السكانية واستمرارية الخدمة لكل الوحدات الإقليمية ووحدات أمن الطرقات ووحدات أمن التدخل عبر مداخل المدن وأهم الطرق السريعة وكل طرق المواصلات بما فيها شبكة خطوط السكة الحديدية خلال أيام العيد وتأمين القطاعات ومحطات نقل المسافرين حسب بيان لهذه الاجهزة الامنية.