سيتخلى رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز مجبراً عن تقليد زيارة المغرب كأول محطة خارجية له بسبب تواجد الملك محمد السادس في زيارة خاصة، وبهذا يتكرر السيناريو نفسه مع الملك فيلبي السادس. ويتزامن هذا في ظل برودة تشهدها العلاقات الثنائية.
وكان بيدرو سانسيش، الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني قد وصل الى رئاسة الحكومة منذ ثلاثة أسابيع بفضل ملتمس حجب الثقة عن حكومة المحافظ ماريانو راخوي. وجرت العادة اختيار رئيس الحكومة الجديد للمغرب في أول زيارة له للتأكيد على المكانة الهامة التي يحتلها هذا البلد المغاربي في الأجندة الداخلية والخارجية لمدريد.
وعملياً، جرت المحافظة على هذا التقليد خلال العقود الأربعة الأخيرة، لكن يبدو أن هذه المرة سيتم التخلي عن هذا التقليد. فقد أعلن رئيس الحكومة الجديد رغبته في المحافظة على زيارة المغرب، لكن لم تكن هناك استجابة من الطرف المغربي، فقد توجه الملك محمد السادس هذه الأيام الى باريس في زيارة خاصة قد تستغرق الكثير من الوقت كما جرت العادة، وهذا يعني عدم استقباله من طرف الملك، وبدوره لا يستطيع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني استقباله في غياب الملك.
ونظراً لأجندة سانشيز حيث يرغب في التعريف بنفسه دولياً كرئيس جديد للحكومة الإسبانية، فقد قرر نهاية الأسبوع الجاري زيارة أهم بلد لإسبانيا اقتصاديا وسياسيا وهو فرنسا، حيث سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون لبحث الكثير من القضايا الثنائية والأوروبية ومنها الإرهاب والهجرة والعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. ونشرت جريدة كونفدنسيال الإسبانية احتمال زيارة سانشيز للمغرب خلال النصف الثاني من السنة الجارية بعدما تعذر القيام بهذه الزيارة.
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تجميد زيارة كبار المسؤولين الإسبان الى المغرب خلال السنة الجارية. وكانت المرة الأولى خلال يناير/كانون الثاني الماضي عندما اضطر الملك فيلبي السادس الى تأجيل زيارته الى الرباط بعدما تواجد الملك محمد السادس في باريس، ويتكرر السيناريو نفسه. ولا تجد مدريد تفسيراً لهذا التجميد، بينما تتحدث أوساط سياسية سواء في الرباط أو مدريد عن برودة تمر منها العلاقات الثنائية لأسباب متعددة. ومن ضمن هذه الأسباب التي رصدتها «القدس العربي» غضب الرباط من مدريد بسبب احتفالات عسكرية في مليلية المحتلة ذات علاقة بحرب الريف في وقت يشهد فيه الريف حراكاً شعبياً من أسبابه الأمراض التي خلفتها الحرب الكيماوية ضد الريفيين في العشرينيات. يضاف الى هذا، نزول طائرة مروحية واقتراب سفينة حربية من صخور تحتلها اسبانيا في مياه إقليم الحسيمة، وهي على بعد عشرات الأمتار فقط من الساحل المغربي.
في الوقت ذاته، تتحفظ مدريد على ما تعتبره تغاضي الرباط عن محاربة جدية للهجرة السرية خلال الشهور الأخيرة بعدما ارتفعت نسبة قوارب الهجرة بشكل ملفت لاسيما في نهاية الأسبوع الماضي حيث وصل عددهم الى أكثر من ألف مهاجر في 48 ساعة.
ويبقى اختيار سانشيز باريس كوجهة أولى له بدل الرباط منعطفاً في العلاقات بين اسبانيا والمغرب خلال العقود الأربعة الأخيرة.
بسبب تواجد الملك في فرنسا، رئيس حكومة اسبانيا يختار باريس وجهته الأولى بدل الرباط
رئيس الحكومة الإسبانية الجديد بيدرو سانشيز