أدلى زعيم الحزب الشعبي خافيير غراسيا أبيول في إقليم كتالونيا شمال شرق اسبانيا بتصريحات يحبذ فيها المهاجرين من أصول أمريكا اللاتينية بدل المسلمين. ويأتي هذا التصريح الذي يقترب من العنصرية بسبب استمالة الأحزاب القومية الداعية للاستقلال للمهاجرين المسلمين وعلى رأسهم المغاربة.
وأدلى أبيول بهذه التصريحات يوم السبت الماضي 19 سبتمبر الجاري ضمن الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية يوم الأحد المقبل، قائلا بأن “حكومة كتالونيا تشجع على الهجرة المسلمة في محاولة منها للحد من اللغة الإسبانية”. وفي التصريحات نفسها أبرز تحبيذه للهجرة من أمريكا اللاتينية بدل الهجرة المسلمة. ولمح الى علاقات اليمين المحافظ في كتالونيا بجمعيات للهجرة بعضها عليه شبهات التطرف الاسلامي.
وتأتي تصريحات زعيم الحزب الشعبي في كتالونيا بمثابة رد على عدم نجاح الأحزاب الوحدوية في هذا الاقليم وهي الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي على استمالة تعاطف الإسبان من أصول أجنبية وخاصة المغاربة للتصويت لصالح الوحدة بدل استقلال كتالونيا.
وانخرطت نسبة كبيرة من المهاجرين وعلى رأسهم مغاربة في تأييد مسلسل استقلال كتالونيا. وجزء من هؤلاء يتبنون هذا الموقف بسبب نجاح الأحزاب القومية في استقطابهم وفتح حوارات معهم منذ مدة طويلة.
وفشلت الأحزاب الوحدوية في كتالونيا في استقطاب المهاجرين ومنهم المغاربة بسبب تهميشها المغاربة وتفادي إدماجهم في الحياة السياسية، إذ تعتبر هذه الأحزاب الأكثر إقصاء للمهاجرين المغاربة مقارنة مع مختلف الأحزاب الأوروبية وخاصة التي فيها جالية مغربية كبيرة.
وتعتبر الجالية المغربية أكبر جالية مسلمة في كتالونيا، حيث تمثل أكثر من 60% منها، كما يعتبر المغاربة الأكثر حصولا على الجنسية الإسبانية، وبالتالي يحق لهم التصويت في الانتخابات التشريعية الخاصة بالإقليم.
ويؤكد نشطاء مغاربة في مجال الهجرة في كتالونيا أن “المستهدف الرئيسي من هذه التصريحات هي الجالية المغربية، فهي الأكثر عددا والأكثر اهتماما بالانتخابات”، ويضيفون “التصريحات غير مناسبة وتقترب من العنصرية لأن زعيم الحزب الشعبي يرحب بنوع من معين من المهاجرين على حساب آخرين في خرق لقوانين المساواة الإسبانية”.
ولا تعتبر هذه التصريحات الصادرة عن أبيول جديدة، فقد أسس لها رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام السابق للحزب الشعبي خوسي ماريا أثنار في نهاية التسعينات عندما شجع على الهجرة القادمة من أمريكا اللاتينية واعتبرها الأنسب لإسبانيا.
وتشهد كتالونيا يوم الأحد المقبل 27 سبتمبر انتخابات تعتبر مصيرية بين دعاة الاستقلال عن اسبانيا وأنصار الوحدة. وتقوم الأحزاب الداعية للإستقلال بحملة خاصة تجاه المسلمين والعرب باللغة العربية ولغات أجنبية أخرى. ويشارك فيها مغربي يسمى الحمراني ضمن المرشحين للبرلمان وكذلك المدرب الشهير جوسيب وارديولا.
وتمنح استطلاعات الرأي الفوز للأحزاب الداعلية للاستقلال بينما لا تتجاوز الأحزاب المناصرة للوحدة على ثلث الأصوات، ويحتل الحزب الشعبي المركز الأخير تقريبا في النتائج المرتقبة، وهذا ما يفسر تصريحاته المتشنجة ومنها المستهدفة للمغاربة.