تعتبر تونس الدولة العربية الوحيدة وثان دولة إفريقية رفقة رواندا التي يسمح الاتحاد الأوروبي لمواطنيها بالسفر بدون قيود الى فضاء شنغن، حيث جرى استبعاد المغرب في التقييم الأخير لكن دون أن يمس الطلبة والمهاجرين المقيمين.
وتعمل المفوضية الأوروبية على مراجعة لائحة الدول التي ترخص لمواطنيها بالدخول الى فضاء شينغن أي الدول الأوروبية ذات الحدود المفتوحة، مع منح كل دولة الحرية في استبعاد دولة ما أو إضافة أخرى. وكان الاتحاد الأوروبي قد رخص منذ شهرين لمواطني دول شمال إفريقيا الثلاث وهي المغرب وتونس والجزائر السفر إلى الاتحاد الأوروبي علاوة على 12 دولة أخرى منها الصين وكندا ورواندا من إفريقيا. واشترط الاتحاد الأوروبي التعامل بالمثل.
وتراوحت قرارات الدول المغاربية الثلاث بين الاستجابة والرفض، فقد رفضت الجزائر فتح الحدود مع دول الاتحاد الأوروبي. ومن جهته، تبنى المغرب مرتبة وسط بالسماح للمغاربة المقيمين في أوروبا أساسا وكذلك الأوروبيين الذين لديهم ارتباطات عائلية بالسفر الى المغرب. في حين، تبنت تونس سياسة انفتاح بعدما فتحت أجواءها.
وجاء القرار المغاربي ارتباطا بمستوى الوضع الوبائي في كل بلد على حدة. إذ اعتبرت الجزائر أن فتح الحدود سيزيد من تفاقم الوباء، ولهذا قررت الاغلاق التام لاسيما وأنها تتصدر المنطقة المغاربية في عدد الإصابات والوفيات. ومن جانبه، خسر المغرب الميزة التي تمتع بها لدى الاتحاد الأوروبي بالترخيص لمواطنيه بالدخول الى الاتحاد، حيث أصبح الأمر الآن مقتصرا فقط على المهاجرين المقيمين بصفة قانونية وعلى الطلبة ومنهم الجدد الذين سيدرسون في الجامعات الأوروبية. وتفاقم الوباء في المغرب خلال الأسبوعين الأخيرين بشكل ملفت. وسجل مثلا خلال الأسبوع الأخير 7700 حالة و116 من الوفيات.
وتبقى تونس هي الدولة التي مازال مواطنوها يتمتعون بالترخيص التام للسفر الى الدول الأوروبية بعدما تبين أنها الدول العربية الوحيدة وكذلك الدولة المتوسطية التي سيطرت على الوباء بشكل فعال. ولم يتجاوز عدد المصابين 1600 بينما الوفيات 60 فقط. ورغم عودة السياحة الدولية، تحافظ تونس على وضع مريح في مواجهة الوباء، لتكون ثورة الياسمين أول بلد عربي ومتوسطي يسيطر على الوباء.