شهد بروكسل الاثنين ولليوم الثالث على التوالي حالة “انذار ارهابي” قصوى غداة سلسلة عمليات للشرطة لم تسمح بتوقيف المشتبه به الرئيسي في التحقيق في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام.
دبلوماسيا، يبدأ الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اليوم الاثنين مشاورات دبلوماسية من اجل تحالف واسع ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي تبنى اعتداءات باريس.
وسيستقبل الاثنين في الاليزيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قبل ان يجري محادثات مع اوباما الثلاثاء في واشنطن ثم مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء في باريس ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس في موسكو.
وفي الوقت نفسه، اعلنت فرنسا ان حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول التي وصلت الى شرقي البحر المتوسط جاهزة لاطلاق طائراتها الحربية اعتبارا من الاثنين لضرب مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وبذلك سيعزز الجيش الفرنسي قدراته على الضرب في العراق وسوريا بمقدار ثلاثة اضعاف اذ ان حاملة الطائرة تنقل 26 مطاردة تضاف الى 12 طائرة اخرى متمركزة في الامارات العربية المتحدة والاردن.
وبسبب تهديد بهجوم “جدي ووشيك” ستبقى بروكسل مصابة بشبه شلل كامل في وضع غير مسبوق في المدينة التي تضم مقر الاتحاد الاوروبي وبدت حركة السير ضعيفة جدا في شوارعها باستثناء بضع سيارات وسايارت اجرة وآليات للشرطة والجيش وقلة من المارة.
وكانت السلطات البلجيكية قررت الاحد الابقاء وليوم اضافي على حالة الانذار الارهابي القصوى في العاصمة ومنطقتها وتمديد اغلاق مطات قطارات الانفاق. وستبقى المدارس ودور الحضانة والجامعات مغلقة.
وستجري السلطات تقييما جديدا لمستوى الانذار والاجراءات الامنية بعد ظهر اليوم.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال ان “ما نخشاه هو هجمات مماثلة لتلك التي وقعت في باريس بمشاركة عدد كبير من الافراد وهجمات في عدة اماكن” اهدافها “اماكن مزدحمة”.
وكانت النيابة العامة الفدرالية في بلجيكا اعلنت ان قوات الامن نفذت 19 عملية مداهمة في بروكسل مساء الاحد اسفرت عن توقيف 16 شخصا ليس من بينهم صلاح عبد السلام المتهم الرئيسي في اعتداءات باريس والمتواري منذ تسعة ايام.
وقال المتحدث باسم النيابة العامة اريك فان سيربت ان قاضي التحقيق سيقرر الاثنين ما اذا كان سيفرج عن الموقوفين او سيمدد فترة احتجازهم.
واضاف انه لم يتم العثور على متفجرات او اسلحة خلال هذه المداهمات التي جرت “بدون حادث يذكر” باستثناء مداهمة واحدة قرب مطعم صغير في حي مولنبيك سان جان المعروف بانه معقل للجهاديين. وقد اطلقت الشرطة النار على سيارة كانت تتقدم باتجاههم تمكنت من الفرار لكن تم توقيفها لاحقا في بروكسل وكان على متنها جريح تم توقيفه.
وتابع ان المداهمات جرت ايضا في اندرلخت وسكاربيك وجيتي ووولوي-سان-لامبير وفوريست ومدينة شارلروا الواقعة الى الجنوب من بروكسل.
من جهتها، نشرت فرنسا دعوة الى التعرف على الانتحاري الثالث في الهجوم بالقرب من ستاد فرنسا، مرفقة بصورة له. وهذا الرجل مر بجزيرة ليروس بالتزامن مع انتحاري آخر في الموقع نفسه لم يتم التعرف على هويته.
وحتى الآن تم التعرف على واحد فقط من منفذي التفجيرات الانتحارية بالقرب من ستاد فرنسا وهو بلال حدفي وهو فرنسي في العشرين من العمر الذي كان يقيم في بلجيكا.
والتحقيق مستمر ايضا في تركيا حيث تم توقيف بلجيكي من اصل مغربي يدعى احمد دهماني (26 عاما) يشتبه بانه ساعد في تحديد الاهداف لاعتدراءات باريس.