بالموازاة مع الاهتمام الذي يثيره ملف الصحراء المغربية دوليا وخاصة في الأمم المتحدة، يعرض في القاعات السينمائية الإسبانية الأربعاء من الأسبوع الجاري فيلما وثائقيا بعنوان “العودة الى الصحراء” يحكي لحظات تاريخية هامة من ملف الصحراء، وأبرزها “عملية فولادورا”، حيث كاد مجموعة من الجنود في العام 1975تفجير فندق بارادور بالعيون الذي كان يوجد به ساعتها نصف الحكومة المغربية. كان أعضاؤها يشاركون في لقاء يجمع المغرب واسبانيا وموريتانيا ، وكان يتم فيه تفويت السلط حول الصحراء الغربية.
ويتناول هذا العمل الوثائقي الإسباني الذي أخرجه باكو ميلان أحداثا غير معروفة لدى العموم حول الصحراء وعلى رأسها عملية “فولادورا” خلال نوفمبر 1975 بعد المسيرة الخضراء. ويحكي موقف الجنود الرافضين للانسحاب من الصحراء ولكنهم رضخوا في نهاية المطاف إلى الأوامر السياسية. ويستند الفيلم إلى تقنية السرد على لسان كولونيل وهو أنخيل سيانو فيفاس في معالجة العملية المذكورة.
ويُكشف الوثائقي تزعم الضابط ريكاردو راموس أوناموندو عملية تمرد سرية رفقة ضباط آخرين وبمشاركة صحفي وهو أنخيل دي لكيي من خلال زرع قنبلة وربطها بقارورات الغاز في فندق بارادور حيث كان يوجد مسؤولون مغاربة وموريتانيون وبعض الإسبان لمعالجة تفويت الصحراء وفق اتفاقية مدريد 1975.
ومن ضمن أعضاء الوفد المغربي الذي كان في الفندق، الجنرال أحمد الدليمي وبن سودة مستشار الملك وإدريس البصري الذي لم يكن معروفا وقتها بما فيه الكفاية وتحول لاحقا الى أكبر وزير داخلية شهده المغرب في القرن العشرين.
ويروي الفيلم الوثائقي كيف تدخل ضابط آخر وهو لاباخوس في آخر ساعة لإفشال هذه العملية السرية، واعتقال المتآمرين الذين تأخروا في التنفيذ بسبب وجود اسبان في الفندق لم يغادروه في الوقت المناسب، مجنبا المغرب واسبانيا حربا كانت ستنتدلع بدون شك بين الطرفين في وقت كان يشوبه توتر خطير في أعقاب المسيرة الخضراء. وكان من شأن هذه الحرب وضع حد لعملية الانتقال الديمقراطي في اسبانيا بعد وفاة الجنرال فرانسيسكو فرانكو.
وكتب الصحفي الذي قدم مساعدة للعملية مقالا في جريدة الباييس سنة 2001 يحكي فيه معطيات هامة حول الملف، ونشر بدوره خلال السنة نفسها الضابط راموس المتزعم للعملية مقالا في الباييس يكمل فيه المعلومات التي بقيت لغزا ويعترف بخطئه في اللجوء الى التفكير في العملية التفجيرية.
والفيلم الوثائقي يتناول أحداث الصحراء في منتصف السبعينات عبر تقنية “الاسترجاع ” وسلط الضوء على العلاقات العائلية التي كانت سائدة في العيون بين الإسبان والصحراويين. كما يوظف الوقائع السياسية لتفسير التغييرات التي حدثت. وسجل الصحفي لقطات بطريقة سرية في الصحراء بسبب عدم حصوله على ترخيص من السلطات المغربية، وفقد بعض وسائل الاعلام المحلية.
ويميل الفيلم في سرده الى أطروحة جبهة البوليساريو، وهو فيلم ينضاف الى أفلام روائية ووثائقية تدعم هذه الأطروحة بشكل سياسي مباشر مثل فيلم “أبناء السحاب” الذي أنتجه الممثل الشهير خافيير بارديم.