خصص بيان القمة المغربية-الإسبانية التي جرت في العاصمة مدريد يوم 5 يونيو 2015 فقرة لنزاع الصحراء المغربية، حيث جرى الثناء على مساعي المغرب الجادة، ولكن في المقابل شددت اسبانيا على معايير مجلس الأمن ورفضت ذكر الحكم الذاتي في البيان، عكس ما وقع في القمة المغربية-الفرنسية منذ أسبوع. وهذا يجر الى تساؤل عريض: هل فشل المغرب في انتزاع إشارة الى مقترح الحكم الذاتي.
ويعتبر ملف الصحراء محوريا في العلاقات بين الرباط ومدريد، وجاء بيان القمة،التي جرت برئاسة رئيس حكومة اسبانيا ماريانو راخوي ونظيره المغرب عبد الإله ابن كيران، بموقف توفيقي ولكنه غامض للغاية. وتجنبت مدريد الميل الى المغرب مباشرة لتفادي تعرضها لانتقادات الرأي العام والقوى السياسية في اسبانيا، لاسيما وأن نزاع الصحراء يحظى بتعاطف كبير وسط الإسبان.
وتقول فقرة البيان حرفيا ( الترجمة عن النسخة الإسبانية) “علاقة بنزاع الصحراء الغربية، رحب الطرفان بتبني مجلس الأمن خلال أبريل 2015 قرار 2218. في هذا الصدد، اسبانيا تحيي المساعي الجادة والواقعية للمغرب. وعلى المنوال نفسه، ، ذّكر الطرفان على أهمية استئناف المفاوضات حول أسس صلبة، تماشيا مع القرارات والمعايير الواضحة التي سنها مجلس الأمن، وشددا على روح الالتزام والواقعية للوصول الى حل سياسي متفق عليه ومقبول من الطرفين”.
ويلاحظ غياب أي إشار الى المقترح الذي تقدم به المغرب حلا لنزاع الصحراء وهو الحكم الذاتي بل الاكتفاء بجملة غامضة وهي الترحيب بمساعي المغرب. وكانت القمة المغربية-الفرنسية التي جرت الأسبوع الماضي (28 مايو الماضي) قد شددت في الفقرة 17 على الحكم الذاتي، حيث أعلنت باريس تأييدها الواضح للمقترح.
ويبدو أن حكومة مدريد رفضت الإشارة الى مقترح الحكم الذاتي، وذلك تفاديا للتعرض لانتقادات من طرف الرأي العام والقوى السياسية الإسبانية بل وكذلك من طرف جبهة البوليساريو والجزائر.
وأمام هذا المستجد، يحضر تساؤل عريض: لماذا فشل رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران في انتزاع ولو غشارة من مدريد الى الحكم الذاتي إبان القمة؟
لمقارنة كيفية الإشارة الى الصحراء في بيان القمة الفرنسية-المغربية والإسبانية-المغربية