ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما ليلة أمس الثلاثاء خطابه السنوي حول حالة “الاتحاد” أمام الكونغرس، تطرق فيها إلى جملة القضايا الداخلية والدولية، حيث كشف داخليا عن جملة من التدابير للدفع بالانتعاش الاقتصادي ودعم الطبقة الوسطى، كما تطرق دوليا للملف الإيراني مدافعا عن الحوار القائم حاليا بين طهران وواشنطن، كما عرج على ملف القاعدة وسوريا معتبرا ان هذا التنظيم على الرغم من انه آيل إلى الهزيمة إلا انه تهدديه يتطور.
تدابير لدفع الانتعاش الاقتصادي وخفض التفاوت الاجتماعي.
دعا الرئيس الاميركي الى زيادة قوية على الحد الادنى للاجور المتوقف منذ عام 2009 على 7,25 دولارات للساعة بالرغم من المعارضة الشرسة التي يبديها الجمهوريون في الكونغرس. وقال “اعطوا زيادة لاميركا” معلنًا انه سيصدر “خلال الاسابيع المقبلة” مرسومًا يرفع فيه بمعدل حوالى 40% الحد الادنى للاجور في المؤسسات المتعاقدة مع الدولة. واضاف “اذا كنتم تطبخون لقواتنا واذا كنتم تتولون غسيلهم فانتم لستم مرغمين على العيش في الفقر”. وكان اوباما دعا الى رفع الحد الادنى الى 9 دولارات للساعة، في خطابه حول الاتحاد العام الماضي ولكنه لم ينجح في ذلك. وأقر اوباما أنه بحاجة للكونغرس الذي يسيطر على قسم منه الجمهوريون، من اجل رفع الحد الادنى للأجور الساعة الى 10,10 دولارات في مجمل البلاد كي لا يضطر العمال الى “تربية عائلاتهم بالفقر”. واوضح أن “هذا الامر من شأنه ان يساعد العائلات وأن يؤمن المزيد من الاموال للاستهلاك، وهذا الامر لا يتطلب أي عمل بيروقراطي جديد”. كما دافع عن المساواة في الاجور بين الرجال والنساء، وقال: “اليوم، النساء تمثل حوالى نصف اليد العاملة في الولايات المتحدة، ولكنها ما زالت تتقاضى 77 سنتاً عندما يتقاضى الرجال دولارًا واحدًا. إنه أمر سيئ وفي العام 2014 هو أمر معقد”. واضاف: “تستحق المرأة أن تحصل على نفس الاجر لنفس العمل. تستحق أن يكون لها طفل من دون أن تضحي بوظيفتها.
واعلن أن العام 2014 قد يكون عام “الخرق” بالنسبة لبلاده بعد اعوام من النقاهة اثر الازمة الاقتصادية. وبعد أن تطرق الى “معدل البطالة الأقل انخفاضًا منذ خمس سنوات” قال اوباما إن “سوق العقار على طريق النهوض”، معتبرًا أن “الولايات المتحدة اصبحت بشكل جيد في القرن الواحد والعشرين مثل أي بلد على الارض
اوباما يدافع عن الحوار مع إيران
وحذر اوباما أنه سيستعمل حق النقض ضد اية عقوبات على ايران قد يصوت عليها الكونغرس خلال فترة المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني. وقال “فليكن ذلك واضحاً: في حال أرسل لي الكونغرس الآن قانون عقوبات جديداً من شأنه أن يهدد بافشال هذه المفاوضات فسوف استعمل حقي في النقض ضده”. واضاف: “هذه المفاوضات ستكون صعبة وقد لا تنجح”. واوضح “مع شركائنا وحلفائنا، انخرطنا في هذه المفاوضات لنرى ما اذا كان بامكاننا التوصل الى الهدف الذي نتقاسمه جميعاً: منع ايران من الحصول على سلاح نووي.
هاجس القاعدة
اعلن اوباما أن الولايات المتحدة وضعت القاعدة “على طريق الهزيمة”، ولكن “التهديد تطور”، وهناك مجموعات تنتمي اليها تترسخ في اماكن أخرى مثل اليمين والصومال والعراق ومالي. وقال في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد “في اليمن، في الصومال، في العراق وفي مالي يجب أن نواصل العمل مع شركائنا من اجل اضعاف هذه الشبكات وشل عملها”. وكان اوباما اعلن في خطابه العام الماضي أن “قلب” تنظيم القاعدة في باكستان لم يعد إلا “ظل نفسه”. وشدد هذا العام على أن الخطر الذي يمثله هو انتشاره في العالم. وقال: “الواقع إن الخطر ما زال موجوداً”. وفي سوريا حيث المجموعات الجهادية تزيد من قوتها داخل المعارضة ضد نظام بشار الاسد، وعد الرئيس بتقديم دعم للمعارضين المعتدلين. وقال: “سوف ندعم المعارضة التي ترفض برنامج الشبكات الارهابية”. وجعل من جهة أخرى التصدي للقاعدة احدى الحجج الرئيسية لاحتمال الابقاء على وجود في افغانستان بعد العام 2014 بعد انتهاء المهمة القتالية للحلف الاطلسي. وقال الرئيس الاميركي: “في حال وقعت الحكومة الافغانية الاتفاق الامني الذي اجرينا محادثات بشأنه، فإن كتيبة صغيرة من الاميركيين قد تبقى في افغانستان مع الحلف الاطلسي من اجل القيام بمهمتين: تدريب ومساعدة القوات الافغانية والقيام بعمليات مناهضة للارهاب لمطاردة القاعدة”. واشار الى أن أي بقاء اميركي متوقف على هذا التوقيع الذي يرفضه الرئيس الافغاني حميد كرزاي طالما ما زال في السلطة. وسوف ينتخب خلفه في أبريل المقبل.