تعيش بوليفيا اليوم الأحد انتخابات رئاسية تشير كل المعطيات الى فوز الرئيس الحالي إيفو موراليس بها للمرة الثالثة على التوالي، وهو الرئيس الذي حقق أعلى نسبة من النمو الاقتصادي في تاريخ البلاد وأعاد هيكلة العلاقات الخارجية لبلاده ومنها العلاقة مع المؤسسات المالية الدولية والولايات المتحدة.
ويعتبر إيفو موراليس القادم من حركات السكان الأصليين والنقابة أول رئيس من ينتمي الى السكان الأوائل لبوليفيا، قد فاز في الانتخابات سنة 2005 في الدور الأولى بنسبة 54%، وكرر الفوز للمرة الثانثة في انتخابات 2009. ومن المنتظر أن يتم اختياره في الجولة الأولى اليوم الأحد بعدما منحته استطلاعات الرأي أكثر من 60% في مواجهة مرشحين ليس لهم حظوظ أمامه وخاصة منافسه المباشر سامويل دوريا مدينا عن اليمين المعتدل بحوالي 19%.
وبينما كان الكثير من المحللين يعتقدون في فشله في تسيير بلد معقد المشاكل مثل بوليفيا، نجح إيفو موراليس في إحداث ثورة حقيقية في البلاد تميزت بما يلي:
-محاربة حقيقية وعملية للفساد ومحاكمة المفسدين مما جعل بوليفيا تنتقل من الدول الأكثر فسادا الى الأقل في أمريكا اللاتينية.
-نهج سياسة حقيقية في محاربة الفوارق الطبقية، مما جعل البلاد تشهد تراجعا للفجوة بين الفقراء والأغنياء بعدما كان مثالا للفوارق الطبقية.
-إعادة النظر في السياسة الخارجية حيث قلل من التواجد والنفوذ الأمريكي في بوليفيا وانفتح على دول أخرى مثل الصين وروسيا والبرازيل. ويعتبر إيفو موراليس من مهندسي السياسة الخارجية في أمريكا اللاتينية رفقمة زعماء آخرين منهم الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز وتمثلت في وضع حد للهيمينة الأمريكية ومناصرة القضية الفلسطينية.
-وضع حد لتدخل المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في رسم الاقتصاد البوليفي .
وكان من نتائج هذه السياسة التي جرى نهجها خلال الثمان سنوات من الحكم هو المحافظة على نمو اقتصادي ثابت بمعدل 5،5% سنويا، والتخفيض من الفقر ب 15%. ونتج عن هذه السياسية رهان رجال الأعمال على الرئيس إيفور موراليس وإعادة ثقة المواطنين في المؤسسات وإحلال سلام اجتماعي بعدما كانت البلاد تشهد اضطرابات سياسية واجتماعية عنيفة.
وترشح مختلف استطلاعات الرأي الرئيس موراليس بالفوز في الانتخابات الرئاسية التي تجري لايوم وقد يحسم الأمر في الجولة الأولى دون اللجوء الى الجولة الثانية.