تجري يوم الأحد المقبل الانتخابات التشريعية الخاصة بالحكم الذاتي في منطقة الأندلس، وهي انتخابات تعتبر هامة للغاية بحكم أنها قد تسجل اقتحام اليمين القومي المتطرف الممثل في حزب فوكس للبرلمان الأندلسي، مما يعني مأسسة أطروحة التطرف ضد الهجرة.
وشكلت منطقة الأندلس فضاء للحوار والتعايش مع المهاجرين رغم وقوع بعض الانزلاقات العنصرية التي لم تؤثر على هذا التعايش رغم صفة الأندلس كبوابة الهجرة السرية بوصول عشرات الآلاف سنويا من شواطئ المغرب وخاصة السنة الجارية، حيث تفوق نسبة المهاجرين الذين وصلوا من شواطئ المغرب فقط الخمسين ألف.
وتفيد استطلاعات الرأي بوجود نوع من التعادل مع تقدم لليسار الممثل في الحزب الاشتراكي وحزب بوديموس مقابل الحزب الشعبي وحزب اسيودادانوس اللذان يمثلان اليمين المحافظ والليبرالي ثم حزب فوكس الذي نقل الى اسبانيا وبالضبط الأندلس أطروحات الجبهة الوطنية في فرنسا التي تنادي بالتضييق على المهاجرين.
ويوجد عشرات الآلاف من المغاربة المسجلين في اللوائح الانتخابية في الأندلس، وهم مطالبين رفقة جنسيات أخرى المشاركة بكثافة في التصويت يوم الأحد للأسباب التالية:
في المقام الأول، المشاركة في التصويت هو نوع من الاندماج السياسي رغم عدم وجود مغاربة في لوائح المرشحين.
في المقام الثاني، ضرورة المشاركة والتصويت على اليسار وأساسا حزب بوديموس الأقرب الى مشاكل المهاجرين سواء في برنامجه في الأندلس أو على مستوى اسبانيا، حيث لقيادته ونوابه في البرلمان مواقف مشرفة من قضايا المهاجرين علاوة على أنه التشكيلة السياسية الأكثر محاربة للفساد الإداري والسياسي في اسبانيا.
في المقام الثالث، التصويت على بوديموس أو الحزب الاشتراكي يعني قطع الطريق على أي ائتلاف يميني قد يفوز ويهدد مصالح المهاجرين وخاصة المغاربة لاسيما بعدما بدأت بعض الأحزاب اليمينية تتنافس مع اليمين القومي المتطرف في التهجم على المهاجرين من خلال التركيز على بعض الأحكام المسبقة البالية بهدف جلب أصوات الناخبين الأندلسيين.
في المقام الرابع، التصويت بكثافة سيعني التقليل من حظوظ اليمين القومي الدخول الى البرلمان الأندلسي، وهذا سيكون من أكبر المكتسبات السياسية، وسيجعل خطاب التطرف ضد الهجرة في اسبانيا يتراجع.