تتركز الأنظار على معبر الكركرات الرابط بين موريتانيا والمغرب بعد إقدام جبهة البوليساريو على إغلاقه منذ قرابة أربعة أسابيع تحت يافطة نشطاء من المجتمع المدني، ويوجد موضوع آخر مرتبط بنزاع الصحراء أخطر ويتعلق الى ما أشار إليه الملك محمد السادس في خطابه بما يجري شرق جدار الصحراء.
وبمناسبة الذكرى 45 للمسيرة الخضراء، ألقى الملك خطابا تطرق فيه الى الكركرات ولكنه ركز على ما يجري جدار شرق الجدار الفاصل في الصحراء، وهي الإشارة التي لم تحظى بالاهتمام بسبب الأضواء المسلطة على ملف الكركرات. وتقول الفقرة الهامة جدا “وهنا نؤكد رفضنا القاطع، للممارسات المرفوضة، لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي، بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني، أو أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”.
ويعد ما يجري شرق الجدار من المواضيع الغائبة في الصحافة المغربية والمجتمع السياسي، لكنه الأمور اتخذت وضعا مقلقا للغاية قد يؤدي الى انفجار حربي بين الطرفين. ويتجلى هذا التطور المقلق في:
في المقام الأول، انتشار البوليساريو شرق الجدار منذ سنوات، حيث تقيم مؤسسات إدارية وتشيد بلدات صغيرة والتمركز العسكري واستقبال وفود هناك وكذلك عقد مؤتمرات الجبهة. ومن أشهر التمركزات الحضرية التي أقامتها في المنطقة هي تفاريتي وميجك ومهريز وأغوانيت وبئر لحول وأمكالا. وتسيطر البوليساريو على مساحة كبيرة وراء الجدار، يعادل أضعافا دول مثل لبنان.
في المقام الثاني، نية البوليساريو الترخيص لبعض الشركات الدولية بالتنقيب عن الغاز أو البترول في المنطقة، وهو ما شدد عليه الخطاب الملكي بقوله “أي استغلال غير مشروع لثروات المنطقة”.
وهذا الملف عاجلا أم آجلا سيشهد طريقه الى الانفجار لاسيما بعدما جاء لأول مرة في خطاب المسيرة خلال السنوات الأخيرة.