نفت منظمة الأمم المتحدة قرب تعيين مبعوث خاص للأمين العام في نزاع الصحراء، وتعتبر مصادر تابعة لها بعدم وجود ظروف مناسبة سواء في الاتفاق بشأن الشخصية التي سيتم اختيارها أو الظروف الإقليمية في ظل تطورات الوضع شمال إفريقيا ومنها في الجزائر أساسا بعد إقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وكانت مصدر مقربة من جبهة البوليساريو قد سربت خبر تعيين وزير خارجية أستراليا السابقة لكن الأمم المتحدة نفت الخبر واعتبرته غير صحيح، مؤكدة استمرار الاتصالات بين الأطراف المعنية والدول الكبرى لبلورة اتفاق حول الشخصية التي ستقود المفاوضات المقبلة بين المغرب والصحراء.
وكانت جريدة القدس العربي قد نشرت منذ أسابيع الصعوبات التي تجدها الأمم المتحدة في البحث عن شخصية سياسية ذات وزن دولي لقيادة المفاوضات في هذا النزاع الذي عمّر طويلا. وأكدت مصادر أممية لجريدة القدس العربي مجددا هذه الصعوبات، وقدمت شروحا أكثر وهي “هناك تخوف من احتمال انزلاق النزاع من المفاوضات الى عودة النزاع المسلح، هو أمر غير وارد بقوة ولكن غير مستبعد في ظل التطورات التي يشهدها العالم حيث تندلع نزاعات بسبب أشياء تافهة أحيانا”. وتبرز “المبعوث المقبل للأمن العام للأمم المتحدة يجب أن يكون له حضور دولي قوي، تنصت له العواصم الكبرى ويحظى باحترام من طرفي النزاع الرئيسيين المغرب وجبهة البوليساريو ليعمل على تجنيب المنطقة النزاع المسلح وتسهيل التفاهم”.
وتعتبر هذه المصادر أنه مرت ستة أشهر على استقاله المبعوث السابق الألماني هوست كوهلر، وهي ليست بالطويلة إذا ما تم الأخذ بعني الاعتبار أن التعيير يتطلب حتى سنة من البحث عن الشخصية المناسبة.
وهناك عائق آخر يحول دون تعيين مبعوث خاص، ويتجلى في الظروف الإقليمية غير المناسبة بحكم ما تعيشه الجزائر من انتظارات سياسية بعد إقالة الرئيس عبد العزي بوتفليقة والحكم على عدد من مساعديه ومنهم رؤساء حكومات علاوة على علامات الاستفهام المطروحة بعد الانتخابات الرئاسية.
كما لم تتوصل الدول الكبرى والمعنية بالنزاع ومنها اسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة الى اتفاق حول الشخصية المقبلة التي ستقود المفاوضات. واعتادت اسبانيا تقديم مقترحات في هذا الشأن، لكن هذه المرة تتريث كثيرا بسبب وضعها الداخلي غير المستقر سياسيا نتيجة غياب حكومة قارة خلال السنة الأخيرة، كما لا ترغب في اقتراح شخصية تعرف جيدا أنها مرفوضة مسبقا.
ولم ينجح أي من المبعوثين الخاصين في نزاع الصحراء الغربية ابتداء من وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر في التسعينات وحتى 2004 الى الرئيس الألماني السبق هوست كوهلر خلال السنة الجاري الى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية، حيث يتشبث المغرب بالحكم الذاتي وتصر جبهة البوليساريو على تقرير المصير.