يوجد الوزير المنتدب في الحكومة الفرنسية المكلف بالمحاربين القدامى قادر عريف في زيارة الى المغرب بدأها أمس وتنتهي غدا في إطار الإعداد لمرور سبعين سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية. ولم يحمل الوزير معه أي مقترحات لتحسين وضعية 14 ألف مغربي ضمن 90 ألف شاركوا في هذه الحرب ومازالوا على قيد الحياة.
وتؤكد مصادر فرنسية ومنها موقع السفارة الفرنسية في الرباط أن زيارة المسؤول الفرنسي للإعداد لنهاية الحرب العالمية الثانية، حيث ترغب فرنسا في جعل هذا التاريخ، مرور سبعين سنة، مناسبة للاحتفال بالسلم الذي انعكس إيجابا على أوروبا من خلال بناء وحدة متينة بين فرنسا والمانيا. وتؤكد مصادر فرنسية أنه سيبحث مع الوزير المنتذب في الدفاع، عبد اللطيف لوديي ملف قدامى المحاربين المغاربة.
وشارك 90 ألف مغربي في الحرب العالمية الثانية بعدما جندتهم فرنسا، ولقي عشرات الآلاف منهم حتفهم في الحرب. وبعد نهاية الحرب، انخرط البعض منهم في الجيش الفرنسي للعمل في المستعمرات أساسا بينما جرى تسريح الكثير. ومن أصل 90 ألف، بقي على قيد الحياة 14 ألف.
وخصصت فرنسا للجنود المغاربة أشد الجبهات شراسة ومنها الجبهة البلجيكية في معركة جيمبلوكس سنة 1940 حيث شاركت ثلاث فيالق مغربية لمنع تقدم القوات الألمانية نحو فرنسا، وشهدت مواجهات عنيفة اعترف بها بعض الضباط الألمان في مذكراتهم.
واعتادت فرنسا الإشادة بدور الجنود الأجانب وخاصة الأفارقة ومنهم المغاربة في مواجهة النازية والفاشية الإيطالية، لكنها لم تمنحهم الحقوق اللازمة لاحقا، حيث يتوصلون بتعويضات هزيلة تبقى دون التعويضات التي يحصل عليها نظرائهم الفرنسيين. كما يبخس المؤرخون الفرنسيون دور هذه القوات في مواجهة النازية.
ولم تفتح السلطات المغربية مفاوضات جدية مع الحكومات المتوالية على السلطة في باريس لمعالجة هذا الملف. وتحاول باريس مع اقتراب ذكرى سبعين سنة على نهاية الحرب العالمية الثانية استعادة ملف هؤلاء المحاربين للذكر وليس لتحسين أوضاعهم.