زار العاهل المغربي الملك محمد السادس مقر المخابرات الداخلية المعروفة باسم دي إس تي لتدشين وحدات جديدة، لكن يبقى المثير في الأمر هو قيام وكالة المغرب العربي للأنباء بنشر صورة جماعية لضباط هذا الجهاز، وهو يعتبر سابقة بحكم السرية التي تحكم هذه الوحدات.
وقام الملك بهذه الزيارة يوم الثلاثاء من الأسبوع الجاري، وأهم ما جاء من معطيات جديدة هو توفر المخابرات على مقر كبير للتكوين بدل اللجوء كما كان يحدث في الماضي الى مؤسسات أخرى مثل تلك الواقعة بين سلا والقنيطرة. وتواجه المخابرات المغربية مثل باقي مخابرات العالم تحديات كبيرة بسبب ارتفاع نوعية المخاطر والأدوات المستعملة لاسيما ما تتيحه شبكة الإنترنت والاتصالات.
ولم يجري تقديم ما يسمى ب “الثقافة الجديدة للإستخبارات”، اي طريقة التعامل مع هذه التحديات بحكم أن المخابرات تتطلب عملا يتجاوز الأمني-البوليسي الى مستوى أعلى يسمى في الغرب “الذكاء”، اي توفير الدراسات الكافية لتسهيل القرار.
ويبقى المثير في الزيارة هي الصورة الجماعية التي نشرتها وكالة المغرب العربي للأنباء، حيث يظهر الملك محمد السادس رفقة أكثر من مائة من ضباط المخابرات الداخلية في صورة جماعية. ولم يسبق لأي جهاز في العالم نشر صورة جماعية لمسؤوليه وضابطه بحكم السرية التي تطبع عمل الاستخبارات.
وعلى ضوء هذا، الصورة تثير بعض التساؤلات ، هل تم تعويض الضباط بصور أناس آخرين عبر طريقة فوتوشوب لسببين، الأول وهو وجود أشخاص فاق سنهم السبعين، ومن الصعب استمرار جهاز المخابرات في الرهان على أشخاص في هذا السن ولو من باب الاستشارة.
وفي الوقت ذاته، إذا استثنينا الصف الأول هناك غياب في تناسق الصورة، حيث تبدو رؤوس من هم في مؤخرة الصورة أكثر من الذين في المقدمة، وهذا يثير التساؤل، في الوقت ذاته، نظرات الكثير من الأشخاص في الصورة تبدو في اتجاهات مختلفة وهي عكس الصور الجماعية مع الملك.
بدون شك، قد تكون الضرورة الأمنية والسرية حتمت اللجوء الى تركيب صورة مختلفة عن الصورة الحقيقية للملك مع ضباط المخابرات والتي سيحتفظ بها في الأرشيف.
وإذا كانت الصورة صحيحة، فهذا يعني أن المغرب أول من ينشر صورة جماعية لضباط الاستخبارات.