بعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون حول نزاع الصحراء المغربية، ولم يتم الكشف عن مضمونها وهل يتعلق الأمر بأفكار ومقترحات استباقية مثل تطبيق الحكم الذاتي تسبق الجولة التي سيقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام، كريستوفر روس الى المنطقة. بينما تؤكد مصادر أممية أن بان كيمون أبلغ المغرب احتمال تطبيق مراقبة حقوق الإنسان.
وكشفت وكالة المغرب العربي وكذلك القسم الإعلامي للأمم المتحدة عن هذه الرسالة التي تولى مستشار الملك في الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري تسليمها الى بان كيمون أمس الثلاثاء وليس وزير الخارجية سعد الدين العثماني، حيث لا يشير موقع الوزارة في شبكة الإنترنت اليوم الى هذه الرسالة رغم أنها تدخل في إطار الشأن الدبلوماسي للبلاد.
ويبدو أن الأمر لا يتعلق الأمر برسالة عادية بقدر ما يتعلق الأمر برسالة ذات مضمون مهم للغاية بحكم التطورات التي يعيشها ملف الصحراء في الشهور الأخيرة بعد محاولة الولايات المتحدة تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء وتندوف. وكان آخر اتصال بين الملك وبان كيمون قد حدث في نهاية الصيف الماضي للاتفاق حول عودة كريستوفر روس لتولي مهام الوساطة في النزاع بعدما كان المغرب قد رفضه بسبب ما يفترض انحيازه للجزائر والبوليساريو.
وقد تتعلق الرسالة باحتجاج قوي للملك حول ما قد يعتبره خروقات لقوات المينورسو في الصحراء، وهذا مستبعد رغم أن قوات المينورسو بدأت بطريقة غير مباشرة مراقبة حقوق الإنسان والثروات في الصحراء.
وقد يتعلق الأمر بإقدام الملك محمد السادس على إخبار الأمم المتحدة بنيته تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء كحل ينهي النزاع. وبحثت المؤسسة الملكية تطبيق الحكم الذاتي بعد صدور قرار 2099 عن مجلس الأمن ونجاة المغرب من تطبيق المقترح الأمريكي بتكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان.
ويبقى الاحتمال الثاني وارد للغاية لاسيما بعدما أدرك المغرب صعوبة الاستمرار بدون مبادرات سياسية قوية في وقت يزداد ضغط المجتمع الدولي عليه كما جرى في قرار مجلس الأمن 2099 المصادق عليه يوم 25 أبريل الماضي.
والمثير أن ناطق باسم الأمم المتحدة أكد أن بان كيمون أبلغ الطيب الفاسي الفهري أنه هناك احتمال قوي بتطبيق مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء ومخيمات تندوف. ويعتبر هذا الموقف منعطفا بعد قرار 2099.