ألقى العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم السبت خطابا في البرلمان التونسي، وجه فيه انتقادات ضمنية الى الجزائر بدون ذكر اسمها، وتجنب بشكل مثير الحديث عن الصحراء المغربية، كما فضل استعمال “المغرب الكبير” أو “الاتحاد المغاربي”.
وفي البدء أثنى الملك محمد السادس على التطور السياسي الذي تعيشه تونس، وأعرب عن دعمه الكبير لهذه المسلسل الديمراطي. وأبرز ما جاء في هذا الصدد “يسعدني أن أتوجه إلى هذا المجلس الموقر، الذي يمثل تونس الجديدة، مشيدا بالجهود الدؤوبة، التي بذلها رئيسه وأعضاؤه، وبروح التوافق الإيجابي لكل مكوناته، جاعلين مصلحة الوطن هي العليا، وهو ما تكلل بإقرار دستور متقدم، يؤسس لمرحلة حاسمة في تاريخ تونس الشقيقة.
انتقادات للجزائر
ووجه الملك انتقادات قوية للجزائر دون تسميتها باتهامها بتعطيل الاتحاد المغاربي من خلال ما يلي: “إن المنطقة المغاربية لا يجب أن تخلف موعدها مع التاريخ. كما لا يمكن لاتحادنا أن يبقى خارج منطق العصر. غير أن التعطيل المؤسف للاتحاد المغاربي يحول دون الاستغلال الأمثل للخيرات والقدرات، التي تزخر بها بلداننا المغاربية”.
في الوقت ذاته، انتقد ما يعتبره المغرب مناورات الجزائر بإقصاء المغرب من المشاركة في محاربة التطرف في منطقة الساحل، وجاءت تعابير الخطاب على الشكل التالي “ومخطئ أيضا من يتوهم أن دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار. فقد أكدت التجارب فشل المقاربات الإقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية التي تهدد المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية.
وركز مجددا على قرار الجزائر بعدم فتح الحدود قائلا “ومخطئ كذلك من يعتقد أن الإبقاء على الوضع القائم، وعلى حالة الجمود التي يعيشها مغربنا الكبير، يمكن أن يصبح إستراتيجية ناجحة، وخاصة التمادي في إغلاق الحدود الذي لا يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد”.
تجنب الصحراء والمغرب العربي
وتبقى الملاحظة البارزة في الخطاب الملكي هو تفادي الملك محمد السادس استعمال تعبير “المغرب العربي” بل استعمل “المغرب الكبير” و”الاتحاد المغاربي” وجاء ذكر المغرب العربي في جملة واحدة في آخر الخطاب وهي ” وإن دعوتنا المتجددة إلى إرساء منظومة مغاربية متكاملة، تنطلق من اقتناعنا الراسخ بأهمية دور “اتحاد المغرب العربي”، في دعم القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. . وبهذا يستعمل المصطلحات السياسية من القاموس الأمازيغي.
وفي الوقت ذاته، تجنب الملك الحديث عن القضية الأولى في الأجندة الخارجية للمغرب وهي الصحراء، إذ لم يشر إليها نهائيا. وورد لفظ الصحراء في الفقرة الخاصة بالأمن في الساحل والصحراء دون تحديد هويتها.