تعهد الملك خوان كارلوس في الخطاب الذي وجهه الى الشعب الإسباني ليلية اليوم الثلاثاء أنه سينهج الشفافية وسيصبح مثالا في التسيير. ويأتي هذا التعهد بعدما أحس الملك بتراجع المؤسسة الملكية بسبب الفضائح التي مستها وسط الرأي العام الإسباني وارتفاع المدافعين عن الجمهورية.
ويوجه الملك خطابا واحدا كل سنة بمناسبة أعياد الميلاد الى الشعب الإسباني، حيث يحاول فيه تلخيص الحياة العامة في البلاد، وهو خطاب يتفق فيه مع مختلف الفاعلين السياسيين الرئيسيين في البلاد ويلقيه بعدما يحصل على موافقة الحكومة.
وتناول الملك عددا من القضايا التي تشغل المواطنين مثل الأزمة الاقتصادية، حيث طالب بالتضامن والتآزر والعمل المستمر لتجاوز هذه الأزمة التي وصفها بأنها الأخطر في تاريخ البلاد خلال العقود الأخيرة.
وفي الوقت نفسه، عالج بطريقة غير مباشرة التحدي الذي طرحته كتالونيا برغبتها في الانفصال عن اسبانيا، وذلك من خلال الدعوة الى الوحدة والحوار والبناء، مذّكرا بالروابط التاريخية التي تجمع مكونات اسبانيا، ومشددا على أن اسبانيا دولة كبيرة ومنفتحة وذات تاريخ يجب الاستمرار في تشييدها. وفي المقابل، يعترف أن الوضع يتطلب تجديد الحياة السياسية وعملية تحديث للتأقلم مع التطورات.
وحول الملف الشائك الذي يهم انتشار الفساد في البلاد ويمس كذلك المؤسسة الملكية، قال أن الأزمة السياسية التي تعاني منها اسبانيا تسبب في يأس المواطنين وأن “صعوبة التوصل الى حلول سريعة علاوة على حالات غياب القدوة في الحياة العامة، مست هيبة السياسة والمؤسسات”. وكان يشير بهذا الى جميع المؤسسات وعلى رأسها المؤسسة الملكية.
واعترف في خطابه أن نسبة كبيرة من الشعب الإسباني تطالب بتخليق الحياة السياسية والعامة من الفساد الذي يهددها، وقال في هذا الصدد “أتعهد بالالتزام بالشفافية والقدوة التي يشدد عليها الشعب”.
واعتبر المحللون في اسبانيا أن خطاب الملك يعتبر الأصعب من نوعه خلال 38 منذ وصوله الى العرش بسبب الوضع المتفجر سياسيا واجتماعيا في البلاد وأساسا الفضائح التي مست المؤسسة الملكية ومنها احتمال محاكمة ابنته الأميرة كريستينا بتهمة التملص والغش الضريبي.