يبدأ المفوض الأوروبي المكلف بسياسة حسن الجوار ستيفان فول اليوم الاثنين زيارة رسمية الى المغرب لمعالجة التحديات التي تواجهها العلاقات الثنائية بين الطرفين بعدما سجلت العلاقات تراجعا في جودتها رغم توقيع اتفاقيات متعددة. ولا يملك ستيفان فول هامشا كبيرل للمناورة بسبب قوة اللوبيات في الأجهزة الأوروبية التي تركز على السياسة الداخلية لأوروبا ولم تعد تعطي أهمية للخارج.
وتمر العلاقات الثنائية بين المغرب والاتحاد الأوروبي بأزمة واضحة من عناوينها قرار المفوضية الأوروبية إلغاء الأفضلية التي كانت تتمتع بها الصادرات الزراعية المغربية للسوق الأوروبية. ومن هذه الإجراءات الرفع من الرسوم الجمركية عن الطماطم، مما جعل وزير الزراعية المغربي عزيز أخنوش يتحدث عن ضياع أكثر من عشرة آلاف منصب شغل في المغرب.
وفي الوقت ذاته، يرد المغرب بعدم اتخاذ القرار الأخير بشأن دخول اتفاقية الصيد البحري حيز التنفيذ. وهذا دفع أصوات سياسية في دول أوروبية ومنها اسبانيا الى المطالبة باتخاذ إجراءات على المغرب.
ورغم التصريحات البروتوكولية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وتمتع المغرب بأول اتفاقية صداقة وحسن الجوار نهجها الأوروبيون، فالعلاقات الثنائية تسجل تدهورا مستمرا. وعلاوة على الملف الاقتصادي، يوجد الملف السياسي، حيث تنتقد هياكل الاتحاد الأوروبي ومنها البرلمان سياسية المغرب غير الجدية في محاربة الفساد واحترام حقوق الإنسان ثم المواقف الأوروبية الرامية لدعم تقرير المصير في نزاع الصحراء، وهو ما يعتبره المغرب موقفا غير ودي من جيرانه الشماليين.
ومن خلال استقراء الوضع الراهن، لا يملك المفوض الأوروبي ستيفان فول هامشا كبيرا للمناورة لتطوير العلاقات بين الطرفين، لسببين رئيسيين وهما:
في المقام الأول، تطوير العلاقات وخاصة اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مرتبط بقسم الخارجية الذي ترأسه كاترين أشتون أكثر بكثير من هذا المفوض ستيفان فول. ولا يحتل المغرب أولوية في أجندة أشتون، وكلما تولى أوروبي من شمال القارة التعاون والشؤون الخارجية تكون دول المغرب العربي الخاسرة.
وفي المقام الثاني، تعيش أوروبا انتخابات خاصة بالبرلمان الأوروبي التي ستجري الأحد المقبل، ولا يمكن تقديم أي أفضلية للمغرب مثل التراجع عن الإجراءات الرامية الى رفع الرسوم الجمركية عن صادرات هذا البلد المغاربي. وبدأت أوروبا تأخذ في عين الاعتبار قوة اللوبيات الزراعية وكذلك أطروحات اليمين القومي المتشدد التي تتبنى حماية المنتوجات الأوروبية في ماوجهة الواردات من الخارج. وخلال الحملة الجارية، تحدثت أحزاب في اسبانيا وإيطاليا والبرتغال وحتى فرنسا عن ما تشكله صادرات المغرب الزراعية من منافسة.
وهكذا، فزيارة المفوض الأوروبي اليوم ولقاءاته مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران ووزير الخارجية صلاح الدين مزوار ستعمل على وقف تدهور العلاقات وليس تطويرها في أفق اتضاح الوضع العام وسط الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات البرلمان الأوروبي الأحد المقبل، حيث سيعيد الاتحاد رسم سياسته بداء من اختيار رئيس مفوض جديد سيحل محل البرتغال مانويل باروسو.