تحاول الدولة المغربية المشاركة في المساعي الدولية في إقرار السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى من خلال إرسال جنود في إطار قرار الأمم المتحدة الخاص بهذه الجمهورية وتحت القيادة الفرنسية. وبهذا يعمل المغرب على تعويض غيابه عن الاتحاد الإفريقي.
وتعيش إفريقيا الوسطى وضعا أمنيا متدهورا منذ 24 مارس الماضي عندما جرى تنفيذ عملية انقلاب بدعم كبير من جماعة إسلامية تسمى “سليكا”. ولم تنجح القوات الإفريقية المنتمية الى الكاميرون وتشاد ضمن أخرى في فرض الأمن والاستقرار، لاسيما وأن عددها لم يتجاوز 2500 جندي في دولة تقار ب مساحتها المغرب.
وصادق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الخميس الماضي على قرار يرخص بنشر قوات فرنسية في جمهورية إفريقيا الوسطى لوقف أعمال التقتيل وتدهور الوضع الأمني. ومباشرة، أرسلت فرنسا قوات عسكرية وصلت اليوم السبت تفقو 1200 جنديا.
جريدة لوموند تكتب اليوم أن عملية التدخل في إفريقيا الوسطى مرحب بها وإن كان الوضع المتردي لا يعود فقط الى الانقلاب العسكري بدعم من مجموعة سليكا الإسلامية بقدر ما يتعلق الأمر بالمجاعة وغياب الأمن وانعدام المستقبل في بلد تجمعه الحدود مع ست دول،ومرشح أن يتحول الى قنبلة إقليمية.
وبادر المغرب يوم الخميس الى الاعلان رسميا عن إرسال قوات عسكرية في إطار قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام الى جمهورية إفريقيا الوسطى، ستعمل تحت راية القوات الفرنسية. وعكس فرنسا والدول الأخرى التي كشفت عن نسبة الجنود المشاركين، فقد التزم المغرب الصمت، وتوجد أخبار غير مؤكدة تتحدث عن قرابة 350 من الجنود المغاربة.
وبمشاركته هذه، يعوض المغرب غيابه عن الاتحاد الإفريقي ويقدم نفسه فاعلا في تدبير الشؤون الأمنية في القارة السمراء. وتأتي هذه المشاركة شهورا فقد بعد الدعم اللجويستيكي والمشاركة غير المعلنة الى جانب القوات الفرنسية في إعادة الاستقرار الى مالي وطرد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من دولة مالي.
وأدلى وزير الخارجية صلاح الدين مزوار بتصريحات تصب في هذا الاتجاه الى وكالة المغرب العربي تؤكد على الدور الفعال للمغرب في حفظ الأمن في إفريقيا.