يعمل المغرب على تطوير وتحديث سلاحه الجوي من خلال إدخال أنظمة متطورة على طائرات قديمة يمتلكها وهي ف 1 وف 5 في ظل الصعوبات المالية لاقتناء طائرات سلاح جو جديدة، وذلك للحفاظ على توازن مع الجزائر واسبانيا. ويرى خبراء اسبان أن سباق التسلح بين الجزائر والمغرب بدأ ينعكس سلبا على ميزان القوى الإسباني.
وأورد موقع رقمي في شبكة الإنترنت “دفينسا” المتخصص في الدراسات العسكرية نجاح المغرب في امتلاك سلاح متطور عبر اقتناءه 24 طائرة من مقاتلات ف 16 الأمريكية بمعايير متطورة للغاية تماثل ما يستعمله سلاح الجو الأمريكي. ويتابع أنه سائر في تطوير باقي المعدات الجوية الأخرى.
في هذا الصدد، ينشر الموقع تقريرا مفصلا عن عملية تحديث المغرب أجهزة 27 طائرة من نوع ف 1 الفرنسية التي تصنعها شركة داسو وكان قد اقتناها خلال نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وشكلت حتى اقتناء ف 16 الأمريكية قاعدة صلبة لسلاح الجو المغربي.
الموقع يؤكد أنه عادة يجري التخلي عن المقاتلات القديمة لكن المغرب شرع في تطويرها من حيث قوة المحرك ونوعية السلاح المستعمل وجعلها في مرتبة ف 2000 التي تعتبر من أحسن المقالات في تاريخ سلاح الجو الفرنسي. ويمتد تحديث سلاح الجو الى طائرات ف 5 الخفيفة لتحويلها الى متعددة الوظائف منها اعتراضية وكذلك هجومية مقنبلة.
ويراهن المغرب على تحديث طائرات مقاتلات قديمة نظرا للصعوبات المالية لاقتناء مقاتلات جديدة في ظل ارتفاع صاروخي لأسعار السلاح وخاصة المقاتلات التي ارتفع عليها الطلب بشكل كبير خلال العقد الأخير.
ويفسر منجز التقرير، جوسيب باسكيث وهو أستاذ العلوم السياسية والعسكرية من جامعة غرناطة الإسبانية أن المغرب يرغب بهذه القفزة النوعية في سلاحه الجوي تحقيق توازن مع جارته الشرقية الجزائر التي اقتنت 44 من طائرات سوخوي 30 الروسية المتطورة وطائرات أخرى من عائلة الميغ.
ويوجد بين المغرب والجزائر سباق تسلح منذ أكثر من عقد من خلال اقتناء طائرات مقاتلة وسفن حربية ودبابات متطورة، حيث يعتبران من الدول الأكثر إنفاقا في شراء الأسلحة مقارنة بين ما ينفق والناتج الإجمالي الخام.
ويؤكد التقرير أن تقدم المغرب في سلاح الجو بفضل طائرات ف 16 سيجعله في مستوى سلاح الجوي الإسباني الذي يعتمد في الوقت الراهن على ف 18 الأمريكية الصنع في انتظار اقتناء عشرات الطائرات من أوروفايتر الأوروبية الصنع.
وكان خبراء اسبان في مجال التسلح يؤكدون أن سباق التسلح بين المغرب والجزائر سينعكس سلبا على اسبانيا. فهذه الأخيرة، استطاعت الحفاظ على تفوق كبير على البلدين منذ السبعينات، لكن خلال العقد الأخير، نجح المغرب والجزائر في اقتناء معدات متطورة من أسواق متنوعة غربية وروسية وصينية، وهو ما جعل التوازن العسكري يتقارب مع اسبانيا.