توصل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا الى اتفاق بشأن انسحاب هذه الأخيرة من الاتحاد، وهو اتفاق يمس مختلف دول العالم ومنها المغرب بحكم ضرورة إعادة النظر في الكثير من علاقات لندن خاصة الاقتصادية. ويشكل انسحاب بريطانيا ربحا للمغرب لأنه يتخلص من دولة اشترطت كثيرا في ملفات اقتصادية والصحراء.
وهكذا، جرى التوقيع يوم الأحد الماضي على ما يعرف بالبريكسيت، وهو انسحاب بريطانيا من حظيرة الاتحاد الأوروبي بعدما انضمت إليه في السبعينات من القرن الماضي، وكانت علاقة طبعها التوتر المستمر بسبب محاولة لندن الإبقاء على استقلالية القرار في الكثير من الملفات المشتركة. وكانت اسبانيا قد هددت بوقف البريكسيت إذا لم يتم الأخذ بعين الاعتبار مطالبها الخاصة بصخرة جبل طارق، وهو ما وقع بالفعل.
ويمتد تأثير اتفاقية البريكسيت الى المغرب بحكم أن الكثير من العلاقات بين بريطانيا والمغرب تؤطر ضمن اتفاقيات شاملة مع الاتحاد الأوروبي. وسيترتب عن خروج بريطانيا مراجعة للعلاقات بين لندن والرباط ومنها في مجال الصادرات الزراعية، حيث سيتم تخفيض نسب المغرب الموجهة الى السوق الأوروبية لكن السوق البريطانية ستكون مفتوحة.
وعمليا، يعتبر المغرب من الدول التي ستربح من اتفاقية البريكسيت، فهذا سيسمح للمغرب بتطوير علاقاته الاقتصادية بدون شروط أوروبية التي كانت مجحفة نسبيا، لكن الربح هو سياسي. فقد شكلت بريطانيا طيلة السنوات الماضية مصدر قلق للدولة المغربية بسبب تبني لندن موقفا فير ودي في نزاع الصحراء.
في هذا الصدد، كانت من الأصوات الأكثر معارضة لاتفاقية الصيد البحري إذا شملت الصحراء. وفي الوقت ذاته، وضعت عراقيل أمام صادرات المغرب القادمة من الصحراء. وهذا يتماشى وموقفها في مجلس الأمن. وهكذا، سيتخلص المغرب من صوت مزعج وسط المفوضية الأوروبية فيما يخص كل الملفات المرتبطة بالصحراء سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية.