أعلن وزير الاتصال مصطفى الخلفي عن تخصيص ميزانية تقدر ب15 مليون درهم سنويا لدعم الإنتاجات الخاصة بالصحراء. ويهدف المشروع الى التعريف بمختلف مظاهر الصحراء وفي الوقت نفسه تدارك القصور في توظيف أفلام وثائقية للدفاع عن الصحراء أمام المنتظم الدولي، علما أن جبهة البوليساريو حققت أشواطا في هذا المجال.
وانطلق مصطفى الخلفي من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة المسيرة الخضراء الذي دعا الى النهوض بمقومات الصحراء واحترام خصوصيتها. وشدد الوزير على مواجهة الدعاية الفجة في إشارة الى جبهة البوليساريو.
ويشهد المغرب ضعفا حقيقيا في استعمال الأفلام الوثائقية في الدفاع عن مغربية الصحراء أمام المنتظم الدولي. وأنتج المغرب بعض الأفلام الوثائقية ولكنها لم تحظى باهتمام بسبب غياب رؤية ذكية في معالجة الطرح المغربي ةكيفية مخاطبة الرأي العام الدولي.
ويعاني إنجاز أي فيلم وثائقي من غياب أرشيف وكتابات حول الصحراء مصاغة بطريقة ذكية وموجهة للرأي العام الدولي وليس الرأي العام الوطني خاصة في وقت بدأ ملف الصحراء يصل الى مناطق لا تعتبر كلاسيكية لجبهة البوليساريو مثل شمال أوروبا وأستراليا وبريطانيا. ولم يطور المغرب خطابات وأبحاث تناسب الرأي العام الدولي بل بقي سجين الخطاب الوطني. وكانت النائبة البرلمانية لااشتراكية حسناء أوب زيد قد صحرت منذ شهور في ندوة في مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد أن “الخطاب المغربي لا يمتلك تأشيرة في الخارج” بمعنى لا يتلاءم ومخاطبة الرأي العام الدولي.
وتنهج البوليساريو والهيئات المتعاطفة معها استراتيجية الأفلام الوثائقية منذ مدة طويلة بسبب سهولة عرضها في الملتقيات السياسية والفنية وكذلك لسهولة ترويجها في المواقع التي تقدمها شبكة الإنترنت وعلى رأسها شبكة يوتوب. وتساهم أسماء بارزة في دعم البوليساريو ومنهم خافيير بارديم الممثل الإسباني صاحب الأوسكار الذي أنتج فيلم “أبناء غليوم، الصحراء الغربية آخر مستعمرة” ويتم عرضه منذ السنة الماضية في ملتقات فنية وسياسية.
وخلال المدة الأخيرة، أخرجت البريطانية لويس أورتون فيلما وثائقيا باسم “عائلات متفرقة” عن الصراع لا يصب في مصلحة المغرب، وقد بدأ عرضه خلال الشهور الماضية في المهرجانات وعرضته قناة الجزيرة.
ونزل الى القاعات السينمائية خلال مايو فيلم “العودة الى الصحراء” لباكو ميلان يحكي بعض الفصول الهامة عن الصحراء بشكل يبرز ويمجد البوليساريو. وتعتبر اسبانيا الدولة التي أنتجت أكبر عدد من الأفلام حول الصحراء وأحيانا بتمويل رسمي.
وفي إيطاليا، يجري ومنذ مارس الماضي تداول شريط “أخبرك أنني حية” للمخرجة سيمونا زوكولا الذي يركز على وضع المرأة في مدن الصحراء مثل العيون واسمارة والداخلة، ويقدمها وكأنها “تحت الاستعمار”.
كما أنتج صحفيون في البرازيل فيلمنا بعنوان “الصحراء أرض قاحلة” يعالج انطلاقا من زاوية البوليساريو النزاع. وهذا الفيلم جرى تقديمه في وقت شهد البرلمان البرازيلي من خلال لجنة الخارجية وحقوق الإنسان جلسة لمعالجة النزاع، ودائما انطلاقا من زاوية تقرير المصير. وانتهت هذه الجلسة بتوصية تبنت خلال شهر غشت الماضي قرارا ينص على الاعتراف بما يسمى جمهورية الصحراء.
ولعل المقلق في علاقة الصحراء بالأفلام الوثائقية، هو انخراط التونسيين في حملات لصالح البوليساريو سينمائيا. في هذا الصدد أخرج المخرج أكرم منتصر فيلم “الطيور المهاجرة” حول نزاع الصحراء، يقدم النزاع بأنه قضية استعمارية تتطلب إقامة دولة في الصحراء ويصف المغرب بالدولة الاستعمارية.
وتركز أفلام البوليساريو على خطابات متعددة لكل دولة أو منطقة، وإذا كان القاسم الذي يجمعها هو الدفاع عن تقرير المصير وتقديم المغرب دولة استعمارية، إلا أن هذه الأفلام تراعي الاختلاف بين جمهور أمريكا اللاتينية عن أوروبا وعن العالم العربي.
وهذا هو التحدي الذيب يواجه المغرب:هل سينتج أفلاما موجهة للإستهلاك الوطني خاصة أو أفلاما تخاطب مختلف الراي العام الدولي، كل منطقة على حدة.
مقالات سابقة حول الموضوع
البوليساريو تراهن دوليا على الأفلام الوثائقية في البرازيل وإيطاليا وتونس و… مقابل غياب مغربي ملحوظ
بدء عرض فيلم في قاعات اسبانيا حول الصحراء ومحاولة جنود اغتيال الجنرال الدليمي وإدريس البصري