آلت نتائج انتخابات المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لصالح تجمع مقرب من المغرب هو تجمع مسلمي فرنسا، فيما ينتظر أن تسند رئاسة المجلس لجامع باريس الأكبر الذي يتراسه جزائري وذلك بموجب التدوال المتفق عليه. ويجدد بذلك المغرب هيمنته على الملجس الفرنسي للديانة الإسلامية بعد حصد اعضاء مغاربة لأغلب مقاعده. وتعتبر المجالس الدينية والمساجد بفرنسا مجال سعي من قبل المغرب وجاره الشرقي لبسط وصايتهما عليها، وضمان أمن روحي لجاليتهيما يحول دون استقطابهما روحيا وسياسيا من قبل تيارات دينية مخالفة أو من قوى إسلامية معارضة. و يعتبر في المقابل ”اتحاد منظمات مسلمي فرنسا ” الموالي للإخوان المسلمين، التنظيم الثالث من حيث القوة والتعبئة، في فرنسا،وقد قاطع مرحلة الإعداد للانتخابات بسبب مواقفه المعارضة.
وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية أن انتخابات أجريت أمس الاول السبت بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، وأن النتائج التي ظهرت امس الأحد، أسفرت عن ظفر تجمع مسلمي فرنسا المقرب من المغرب بهذه الانتخابات. وسوف يسلم في المقابل التجمع الإسلامي المقرب من المغرب رئاسة المجلس الإسلامي لصالح رئيس جامع باريس الأكبر دليل بوبكر المقرب من الجزائر.
وجاء في حديث لمحمد موسوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، نقلته الوكالة الفرنسية، أن الانتخابات شملت 22 منطقة من مجموع 25، وشهدت مشاركة 3460مندوبا أي 77 في المائة من المسجلين والمختارين.
وحصل تجمع مسلمي فرنسا المقرب من المغرب على 25 مندوبا مقابل ثمانية مندوبين للجزائر، فيما حصل الأتراك على 7 مندوبين واتحاد المنظمات الإسلامية الفرنسية القريب من الإخوان المسلمين على مندوبين، والمندوبان المتبقيان هما مستقلان. وتضمن الحصة الانتخابية التي حققها تجمع مسلمي فرنسا هيمنة واضحة على مجلس إدارة المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لصالح المحسوبين على المغرب، ليجدد الأخير ثانية هيمنته عبر تجمعات مقربة منه . وينتظر في المقابل أن يسند إلى إمام الجامع الأكبربباريس دليل بوبكر وهو جزائري مقرب من حكومة بلاده، رئاسة المجلس الفرنسي، وذلك بموجب التداول المتفق عليه، حيث ينتظر أن تمر الرئاسة بعد فترة معنية إلى الأتراك.
ورسخت هذه النتائج الانتخابية من جديد تقدم التجمع المحسوب على المغرب على حساب التجمع المقرب من جاره الشرقي الجزائر، وذلك في تنافس لتثبيت المنافسة المستعرة حول الوصاية على المساجد في فرنسا بين البلدين.
وتعتبرفرنسا البلد الأوروبي الأول الذي يتجمع فيه أكبر عدد من الجالية المغربية والجزائرية. وتسعى الرباط والجزائر على تأمين وصايتهما على المساجد والمراكز الدينية الإسلامية، ويبدو أن الخلاف السياسي بين البلدين المغاربيين الجارين ينعكس على جاليتهما الدينية في فرنسا، وذلك من على الرغم من أن البلدين لا يوجد بينهما خلاف في المرجيعة الدينية فكلاهما من مذهب واحد هو المذهب المالكي، وإن كان قلق العاصمتين المغاربيتين الرباط والجزائر يكون أكبر من تيارات دينية مختلفة تصنفها انظمة البلدين بكونها خصم، أو من قوى إسلامية معارضة.