تفيد التطورات الأولية أن منطقة الكركرات قد شهدت فجر اليوم الجمعة توترا عسكريا بين المغرب وجبهة البوليساريو، ويجري حديث عن اشتباك محدود. وتأتي بعدما قرر اجيش المغربي التحرك لوضع حد لما عليه المعبر بينه وبين موريتانيا بعدما أغلقته البوليساريو.
وأوردت وكالة الأنباء الإسباني “إيفي” قيام قوات مغربية بمحاولة فتح المعبر أمام حركة السير والتبادل التجاري بعد إغلاق دام أكثر من ثلاثة أسابيع من طرف البوليساريو. وتفيد مصادر متعددة بوقوع أولى الاشتباكات المسلحة بعدما قامت جبهة البوليساريو بالرد. ويجهل مستوى هذه المواجهات وهل هي مستمرة.
وأصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا حول الموضوع يقول أنه ” أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات “البوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له. ويضيف البيان “”بعد أن التزم المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري”.
ويؤكد البيان أن “المغرب قرر أن يتصرف وفقا لصلاحياته بحكم واجباته وبامتثال كامل للشرعية الدولية”، محملا جبهة البوليساريو وحدها المسؤولية الكاملة والعواقب الكاملة. مضيفا “ وأبرز البلاغ أنه منذ عام 2016، ضاعفت “البوليساريو” هذه الأعمال الخطيرة التي لا تطاق في هذه المنطقة العازلة، في انتهاك للاتفاقيات العسكرية، في تحد لدعوات النظام التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، وفي انتهاك لقرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 2414 والقرار 2440، الذي أمر “البوليساريو” بـ “وضع حد” لهذه الأعمال المزعزعة للاستقرار“.في الوقت ذاته، يبرز البيان أن “المملكة المغربية نبهت على الفور وأبلغت بانتظام بهذه التطورات الخطيرة للغاية الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مسؤولي الأمم المتحدة”، يورد بلاغ الخارجية الذي شدد على أن بعثة المينورسو كانت شاهدة على كل هذه الخروقات.
وأضاف المصدر الرسمي أن الرباط أعطت “كل الوقت اللازم للمساعي الحميدة للأمين العام للأمم المتحدة ولبعثة المينورسو، من أجل إقناع “البوليساريو” بوقف أعمالها المزعزعة للاستقرار ومغادرة المنطقة العازلة في كركرات”. وتأسف البلاغ أن النداءات التي وجهتها بعثة الأمم المتحدة في الصحراء والأمين العام للأمم المتحدة، فضلاً عن دعوات العديد من أعضاء مجلس الأمن، لم تنجح للأسف”.
وهناك تخوف أن تتطور هذه الأوضاع الى حرب شاملة لتنهي اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين الطرفين سنة 1991 بعدما كانت الحرب قد دامت منذ 1975. وترغب جبهة البوليساريو في تقرير المصير ويعرض المغرب الحكم الذاتي، ولم تنجح الأمم المتحدة حتى الآن في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.