شهد الغابون محاولة انقلابية فاشلة يوم الاثنين من الأسبوع الجاري، وهذا الحادث السياسي-العسكري يهم كثيرا المغرب بحكم تواجد الملك محمد السادس في هذا البلد الافريقي قبل عودته ثم بدء المعارضة الى اتهام المغرب بالتدخل في شؤون البلاد.
في هذا الصدد، أقدم ضباط على تنفيذ عملية انقلاب فاشلة في الغابون يوم الاثنين ومن ضمن المبررات التي قدموها هو غياب الرئيس علي بونغو عن البلاد منذ شهور بسبب مرضه وتواجده في الخارج وبالأساس في المغرب، وبالتالي عليه الرحيل عن الحكم، علاوة على اتهام دول بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.
وشاءت الصدف تواجد الملك محمد السادس في الغابون لقضاء عطلة نهاية السنة، وتأتي زيارته الخاصة الى الغابون في إطار انفتاح الدبلوماسية الملكية على القارة الإفريقية علاوة على ما يميز العلاقات المغربية-الغابونية من متانة تاريخية. لكن وقوع الانقلاب الفاشل يطرح تساؤلات عديدة على المغرب وأبرزها:
في المقام الأول، كيف غاب على الدبلوماسية والاستخبارات المغربية الوضع السياسي القلق في الغابون، حيث يعتبر تواجد الملك في دولة يقع فيها الانقلاب صدفة سلبية للغاية، وذلك بسبب انعكاسات أمنية وسياسية. ويطرح هذا مدى نجاعة الاستشعار والتكهن بالأحداث لدى الإدارة المغربية بشكل شامل.
في المقام الثاني، لماذا أصبح جزء من المعارضة الغابونية يوجه انتقادات الى المغرب الى مستوى بلورة خطاب سياسي عنيف يتهم المغرب بالتدخل في شؤون البلاد. وهذه النقطة الثانية تفرض إعادة النظر في الخطاب الدبلوماسي المغرب تجاه بعض الدول الإفريقية وخاصة الصديقة، إذ يتعلق الأمر بثان حادث سلبي يواجه المغرب في ظرف أقل من شهر. وكان الحادث الأول هو تماطل المجموعة الاقتصادية لإفريقيا الغربية دراسة طلب المغرب بالإنضمام، علما أن الرباط كانت قد اعتبرت الانضمام الى هذا التجمع محسوم فيه الى مستوى أن الملك محمد السادس كان سيحضر التوقيع خلال ديسمبر 2017. لكن استشعار المغرب أو التكهنات لم تكن صائبة.