كشف تقرير جديد لمنظمة أمريكية “سان لايت” جرى تقديمه اليوم حول لوبيات الضغط في واشنطن والاعلام الأمريكي عن احتلال المغرب مركزا متقدما في لائحة الدول التي تراهن على اللوبيات بميزانية أربعة ملايين دولار خلال سنة 2013. ويبقى المثير أن سنة 2013 كانت الأسوأ للمغرب سياسية في نزاع الصحراء وإعلاميا في الولايات المتحدة.
وجاء ترتيب المغرب في المركز الخامس عالميا في التعاقد مع اللوبيات في الولايات المتحدة بقيمة أربعة ملايين يورو، وتصدرت المانيا اللائحة ب 12 مليون دولار ثم كندا وتليها العربية السعودية والمكسيك والمغرب وتليه كوريا الجنوبية.
وتختلف أهداف اللوبيات، وإذا كانت أهداف المانيا صناعية بالدرجة الأولى من خلال اكتساب لوبي قوي يدافع عن الصناعة الألمانية خاصة بعد السياسة الحمائية التي ترغب واشنطن في فرضها على بعض المنتوجات الألمانية، يسعى المغرب الى أهداف سياسية.
وكانت مجلة فورينر بوليسي قد كشفت منذ شهور عن المبالغ الكبيرة التي يوظفها المغرب في لوبيات للدفاع عن مواقفه، وتبين أن السفير الأمريكي الأسبق إدوارد غابرييل قد فاز بحصة كبيرة دون تقديم نتائج إيجابية مثل إعداده لأشرطة فيديو في يوتوب لم يتجاوز عدد مشاهديها 60 خلال شهور.
منظمة “سان لايت” تؤكد استثمار المغرب أربعة ملايين دولار دفعها لمجموعات الضغط وكذلك للإعلام لتحسين صورته والدفاع عن مصالحه السياسية. ومن خلال جرد لصورة المغرب في الولايات المتحدة سنة 2013، ستكون النتيجة أن هذه السنة تعتبر الأسوأ بالنسبة للمغرب للأسباب التالية:
-قرار الخارجية الأمريكية خلال أبريل 2013 تقديم مسودة قرار لمجلس الأمن حول الصحراء يتضمن مراقبة حقوق الإنسان ثم التراجع عنه.
-تأسيس لجنة أمريكية لدعم جبهة البوليساريو والتسويق لمبدأ تقرير المصير حلا لنزاع الصحراء.
-حضور المغرب بشكل سلبي في مختلف وسائل الاعلام الأمريكية الكبرى، حيث لم تخصص جرائد مثل نيويورك تايمز مقالا للزيارة الملكية الى البيت الأبيض يوم 22 نوفمبر الماضي، بينما ركزت أخرى على البوليساريو مثل سي إن إن الواشنطن بوست ودي نايشن.
والمثير أن أوساط مغربية قامت بالتحايل مثل نشر مقالات تمجد المغرب في مدونات في جرائد أمريكية كبرى وتقديمها على شاكلة مقالات لهذه الجرائد.
ويفتقد المغرب للتجربة في توظيف لوبيات الضغط للدفاع عن مصالحه وخاصة في ملف الصحراء، ولم يسبق للجنة الخارجية والدفاع في البرلمان معالجة كيفية إنشاء لوبيات في الخارج لأن هذا الموضوع يبقى مقتصرا على محيط الملك.