لم تكن علاقة دونالد ترامب بأجهزة الاستخبارات الأميركية يوما أكثر توترا مما هي عليه الآن، فالرئيس الأميركي لا يصغي إلى رؤساء الأجهزة ويتجاهل أهمية المصادر ويأخذ قرارات مفاجئة دون أن ينبههم.
وكثيرا ما تصادم الجانبان، كما حدث في مايو/أيار عندما وافق ترامب في إطار مساعيه للدفاع عن نفسه بوجه اتهامات بالتواطؤ، على رفع السرية عن ملفات التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وبعد بضعة أسابيع، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس عزمه الاستقالة من رئاسة 17 وكالة تشكل مجتمع الاستخبارات.
واقترح ترامب خلفا لكوتس هو جون راتكليف عضو الكونغرس المعروف بترديده نظريات المؤامرة على شبكة فوكس نيوز الإخبارية. لكن راتكليف اضطر لسحب ترشحه أمام الانتقادات الحادة له.
لكن الرئيس تخطى سو غوردون، نائبة كوتس، التي كانت أولى بمنصب المديرة بالنيابة.
وقالت غوردون -التي أمضت ربع قرن في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)- لمجموعة “ويمنز فورين بوليسي” هذا الشهر إن ترامب أول رئيس “في تجربتي لم يكن لديه أسس أو إطار لفهم حدود الاستخبارات، والهدف منها وطريقة مناقشتنا لها”.
وقالت إن جواب ترامب كان كالمعتاد “لا أعتقد أن هذا صحيح”.
وأكد تلك التجربة محلل سابق في “سي آي أي” يعمل حاليا لدى معهد مرموق في واشنطن.
وقال المحلل “عندما كنت في سي آي أي، كان الأهم تقديم مادة في الإيجاز الصحفي الرئاسي اليومي.. كان ذلك دائما مسألة كبيرة”.
خصوم أم حلفاء
وأضاف المحلل السابق -الذي عمل في عهد الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما- بالقول “كنت أعلم أن كليهما كان يأخذ هذه المسألة ببالغ الجدية”.
وتابع “الآن، لدي الانطباع بأن (ترامب) لا يأبه بما يقدم إليه، مهما كان، والحقيقة أنه يحصل على إيجازه الصحفي من فوكس آند فريندز”، أحد برامجه التلفزيونية المفضلة.
ومع ذلك، فإن وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو كان أول مدير لـ”سي آي أي” في فترة ترامب. وأصبح شخصية محورية في الإدارة ويواظب على زيارة البيت الأبيض لتقديم الإيجازات، وهو ما يقدره ترامب.
لكن الرئيس يعتبر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الذي فتح التحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016 من خصومه.
وقال ترامب الأسبوع الماضي إن مدير “أف بي آي” الذي عينه بنفسه كريستوفر راي “لن يتمكن على الإطلاق من إصلاح” الوكالة التي تعاني من “خلل كبير”. وكان لتصريحاته أثرها.
وفي نهاية 2018، استقال وزير الدفاع جيم ماتيس على خلفية خطة ترامب بسحب الجنود الأميركيين من سوريا.
ومع وصف الرئيس ماتيس، الجنرال السابق في المارينز، بأنه “أكثر جنرال أعطي أكثر من حجمه في العالم”، شعرت كافة الأجهزة الاستخبارية والعسكرية بالإهانة.
وقال براين بيركينز، محلل الإشارات السابق في سلاح البحرية الذي يعمل حاليا لدى معهد “جيمس تاون” للأبحاث إن “الناس مستاؤون بشكل غير عادي”.
وأضاف “إنهم يعرضون ما يعتقدون أنها أكبر مخاوفهم، وكيفية التصرف، ويتم تجاهلهم كليا”.
وغادر العديد من عناصر مجتمع الاستخبارات، بحسب بيركينز، لشعورهم بالقلق، خصوصا إزاء الاستياء الذي واجهه ماتيس بشأن سوريا وأفغانستان.
لم تكن علاقة دونالد ترامب بأجهزة الاستخبارات الأميركية يوما أكثر توترا مما هي عليه الآن، فالرئيس الأميركي لا يصغي إلى رؤساء الأجهزة ويتجاهل أهمية المصادر ويأخذ قرارات مفاجئة دون أن ينبههم.
وكثيرا ما تصادم الجانبان، كما حدث في مايو/أيار عندما وافق ترامب في إطار مساعيه للدفاع عن نفسه بوجه اتهامات بالتواطؤ، على رفع السرية عن ملفات التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وبعد بضعة أسابيع، أعلن مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس عزمه الاستقالة من رئاسة 17 وكالة تشكل مجتمع الاستخبارات.
واقترح ترامب خلفا لكوتس هو جون راتكليف عضو الكونغرس المعروف بترديده نظريات المؤامرة على شبكة فوكس نيوز الإخبارية. لكن راتكليف اضطر لسحب ترشحه أمام الانتقادات الحادة له.
لكن الرئيس تخطى سو غوردون، نائبة كوتس، التي كانت أولى بمنصب المديرة بالنيابة.
وقالت غوردون -التي أمضت ربع قرن في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)- لمجموعة “ويمنز فورين بوليسي” هذا الشهر إن ترامب أول رئيس “في تجربتي لم يكن لديه أسس أو إطار لفهم حدود الاستخبارات، والهدف منها وطريقة مناقشتنا لها”.
وقالت إن جواب ترامب كان كالمعتاد “لا أعتقد أن هذا صحيح”.
وأكد تلك التجربة محلل سابق في “سي آي أي” يعمل حاليا لدى معهد مرموق في واشنطن.
وقال المحلل “عندما كنت في سي آي أي، كان الأهم تقديم مادة في الإيجاز الصحفي الرئاسي اليومي.. كان ذلك دائما مسألة كبيرة”.
خصوم أم حلفاء
وأضاف المحلل السابق -الذي عمل في عهد الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما- بالقول “كنت أعلم أن كليهما كان يأخذ هذه المسألة ببالغ الجدية”.
وتابع “الآن، لدي الانطباع بأن (ترامب) لا يأبه بما يقدم إليه، مهما كان، والحقيقة أنه يحصل على إيجازه الصحفي من فوكس آند فريندز”، أحد برامجه التلفزيونية المفضلة.
ومع ذلك، فإن وزير الخارجية الحالي مايك بومبيو كان أول مدير لـ”سي آي أي” في فترة ترامب. وأصبح شخصية محورية في الإدارة ويواظب على زيارة البيت الأبيض لتقديم الإيجازات، وهو ما يقدره ترامب.
|
لكن الرئيس يعتبر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) الذي فتح التحقيق بشأن تدخل روسيا في انتخابات 2016 من خصومه.
وقال ترامب الأسبوع الماضي إن مدير “أف بي آي” الذي عينه بنفسه كريستوفر راي “لن يتمكن على الإطلاق من إصلاح” الوكالة التي تعاني من “خلل كبير”. وكان لتصريحاته أثرها.
وفي نهاية 2018، استقال وزير الدفاع جيم ماتيس على خلفية خطة ترامب بسحب الجنود الأميركيين من سوريا.
ومع وصف الرئيس ماتيس، الجنرال السابق في المارينز، بأنه “أكثر جنرال أعطي أكثر من حجمه في العالم”، شعرت كافة الأجهزة الاستخبارية والعسكرية بالإهانة.
وقال براين بيركينز، محلل الإشارات السابق في سلاح البحرية الذي يعمل حاليا لدى معهد “جيمس تاون” للأبحاث إن “الناس مستاؤون بشكل غير عادي”.
وأضاف “إنهم يعرضون ما يعتقدون أنها أكبر مخاوفهم، وكيفية التصرف، ويتم تجاهلهم كليا”.
وغادر العديد من عناصر مجتمع الاستخبارات، بحسب بيركينز، لشعورهم بالقلق، خصوصا إزاء الاستياء الذي واجهه ماتيس بشأن سوريا وأفغانستان.
عقلية منفتحة
وقال بيركينز إن “الاستخبارات ينبغي أن تكون موضوعية لكن إذا كانت الأمور غير مستوعبة ولا يمكن الإصغاء إليها بعقلية منفتحة، فما الهدف؟”.
وفي يناير/كانون الثاني، وصف الرئيس أجهزة الاستخبارات بـ”الساذجة” حيال التهديد الذي تمثله إيران.
وكتب على تويتر “ربما يتعين على الاستخبارات أن تعود إلى المدرسة”، لكنه أكد في وقت لاحق أنه يتفق معها في المواضيع الرئيسية.