طالب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السابق في نزاع الصحراء، الهولندي بيتر فان والسوم والنائب السابق لرئيس بعثة المينورسو السفير الأمريكي فرانك رودي الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ضرورة دعم قرار لمجلس الأمن يؤيد مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء. ويبرران ذلك بأن قرارا من هذا النوع سيخدم السلام في المنطقة ويجنبها التطرف وسيخدم المفاوضات مستقبلا.
والرسالة التي حصلت عليها ألف بوست تكشف الضغط الذي تتعرض له فرنسا لتغيير موقفها في ملف حقوق الإنسان لصالح مراقبة هذه الحقوق في الصحراء وتندوف، تبرز وتعتمد الجوانب الأمنية في أطروحتها. وتنطلق الرسالة من القلق الذي أبداه سابقا تقرير الأمين العام بان كيمون خلال أبريل الماضي متخوفا من سقوط الشبان الصحراويين في شبكات الإجرام المنظم والإرهاب وتهديدهم بحمل السلاح ضد المغرب نتيجة اليأس. ويشاطر والسوم ورودي الأمين العام هذه الأفكار، بل ويعتقدان أن هذه العوامل قد تكون أسس انتشار التطرف والإرهاب.
وفي هذا الصدد، تقول الرسالة “نرغب في إثارة انتباهكم الى العلاقة القائمة بين مشاعر الخيبة والعدد المرتفع لخروقات حقوق الإنسان التي تقوم بها القوات المغربية ضد الصحراويين”. وتضيف “ويؤكد مقرر الأمم المتحدة حول التعذيب أنه عندما زار العيون سنة 2012 توصل بشهادات ذات مصداقية تتحدث عن التعذيب وسوء المعاملة في السجون”. وتسرد الرسالة معطيات أخرى حول حقوق الإنسان مثل قمع التظاهرات المطالبة بتقرير المصير.
وفي نقطة حساسة للغاية، تخاطب الرسالة الرئيس الفرنسي بأنه تدخل في مالي السنة الماضية لمواجهة تحديات أمنية، وتعتبر الوضع في الصحراء مشابها لمالي وقد يتطور الى السيناريو نفسه مما يشكل خطرا على أمن الغرب برمته.
الرسالة تقول “من الأهمية بمكان اتخاذ إجراءات احترازية لامتصاص التوتر في الصحراء الغربية وتفادي سيناريو مالي….تجديد مهمة المينورسو من طرف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال أبريل يقدم فرصة مناسبة. وكمرحلة أولى للتخفيف من خيبة أمل الصحراويين، نطالب بإدراج مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء في القرار المقبل”.
وتؤكد الرسالة “نعتقد أن هذا الإجراء سيقلل من التوتر وسيعزز الثقة في المفاوضات المقبلة حول الوضع في الصحراء….يتعلق الأمر بمرحلة هامة من حقوق الإنسان والاستقرار والسلام”.
وتبرز الرسالة موقف كل واحد من الموقعين عليها بشأن الحل النهائي، الدبلوماسي الأمريكي يؤكد أن الحل هو استفتاء تقرير المصير بينما بيتر فان والسوم يشدد على الحكم الذاتي. وكان البوليساريو قد احتج على استمرار بيتر فان والسوم لأنه أيد الحكم الذاتي، وقدم استقالته وعوضه المبعوث الحالي كريستوفر روس.