يعتقد المغرب أن غيابه عن قمة برلين الخاصة بالأزمة الليبية سيفاقم صعوبة البحث عن حل بسبب تغييب لقاء الصخيرات، وبينما اعتذرت المانيا لتونس عن التأخر في استدعاءها لقمة برلين، فهم لم ترد نهائيا على البيان الشديد للرباط، الأمر الذي يؤكد وجود قرار باستبعاد المغرب من اللقاءات المستقبلية حول النزاع الليبي.
في هذا الصدد، قال الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة الخميس من الأسبوع الجاري، إن “عدم دعوة المغرب لحضور أشغال مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية هو استبعاد لجزء مهم من الحل…واتفاق الصخيرات يبقى هو المحدد الرئيسي الذي توافق حوله الليبيون، بحكم أنهم شاركوا في صياغته جميعا”، ولم يتردد في الاعراب عن استغرابه من استدعاء دول بعيدة وغياب المغرب. وأضاف قائلا أن هذا التصرف “لن يساهم في حل الأزمة الليبية بأي شكل من الأشكال…وستدعم الحكومة المغربية قرارات الشعب الليبي، ومدى قدرته على إيجاد حل للمشاكل التي يعيشها بنفسه، ودون أي تدخل أجنبي في شؤونه الداخلية”.
وبينما اتصلت المستشارة الألمانية أنجليكا ميركل بالرئيس التونسي سعيد قيس لتعتذر له عن الخطئ في توجيه دعوة متأخرة الى بلاده للمشاركة في مؤتمر برلين حول النزاع الليبي، تمعن في تجاهل المغرب رغم بيانه الشديد الصادر السبت الماضي محتجا على إقصاءه.
وكانت جريدة القدس العربي قد نشرت معلومات تؤكد رفض المانيا استدعاء المغرب وتونس رغم توصية من إيطاليا التي شاركت في إعداد قمة برلين. ومما يؤكد التوجه الألماني الغريب تجاه المغرب هو تأخر برلين في الرد على بيان دبلوماسية الرباط، ولم تكلف سفيرها بتقديم تفسيرات الى المسؤولين المغاربة حت ى الآن. وهو موقف غريب قد يفهم منه إصرار المانيا على قرارها بعدم استدعاء المغرب.
ويدل التوجه الألماني على وجود أزمة صامتة بين برلين والرباط وإن كانت قد أصبحت علنية بعد بيان الأخيرة ليلة السبت الماضي الذي انتقد الإقصاء. وعمليا، لم ترقى العلاقات بين المانيا والمغرب الى مستويات كبيرة رغم التبادل التجاري بين الطرفين، حيث هناك معاتبات متبادلة. وتنتقد المانيا المغرب لغموضه في الصفقات الكبرى التي تفوز بها فرنسا مثل القطار السريع بين طنجة والرباط، وكانت برلين قد عارضت مساعدات للمغرب لتطوير الطاقة الشمسية، ولم تستوعب عدم استقبال الملك محمد السادس للمستشارة الألمانية أنجليكا ميركل عندما زارت مراكش السنة الماضية في إطار مؤتمر دولي وعد تحديد الرباط لتاريخ للزيارة التي كانت تنوي القيام بها لمعالجة ملفات وعلى رأسها الهجرة. ومن جهته، ينتقد المغرب المانيا لأنها تخاطبه فقط في ملفات اجتماعية مثل الهجرة دون الرقي بالعلاقات الى مستويات اقتصادية كبيرة.
ويبقى صدور البيان المغربي والتجاهل الألماني بشأنه، مؤشرا حقيقيا على أزمة في العلاقات بين البلدين تزيد من تعميق البرودة التي تتسم بها هذه العلاقات الثنائية.