القضاء الإسباني يحقق في دور الاستخبارات الروسية في دعم استقلال كتالونيا

تظاهرة للقوميين الكتالان

فتح القضاء الإسباني تحقيقا حول وجود نخبة من أعضاء الاستخبارات العسكرية الروسية في إقليم كتالونيا متخصصين في عمليات اللاستقرار والبروباغندا. وهذا يعيد إلى الواجهة المعلومات التي كانت تتحدث عن دور روسي في تطورات مسلسل ملف استقلال كتالونيا عن اسبانيا.

وأوردت جريدة “الباييس” يوم الخميس فتح المحكمة الوطنية في مدريد المكلفة بالقضايا الكبرى تحقيقا سريا حول نشاط مجموعة مرتبطة بالاستخبارات العسكرية الروسية وبالضبط بقسم يعرف بـ”وحدة 29155″، وهي وحدة تراقبها عدد من أجهزة الاستخبارات الغربية لنشاطها الذي تعتبره خطيرا جدا.

وتسرد الجريدة نقلا عن مصادر قضائية وأمنية كيف انتقل عدد من ضباط هذه الوحدة إلى كتالونيا خاصة إبان استفتاء تقرير المصير يوم الأول من أكتوبر 2017 في محاولة لمتابعة الوضع عن قرب والتأثير عليه.

وكانت الصحافة الكتالونية قد تحدث عن حضور ضابط رفيع المستوى من الاستخبارات العسكرية الروسية في برشلونة، وهو ضابط من المتورطين في محاولة اغتيال سكريبال في بريطانيا، واسمه دنيس سيرغاييف.

وتبرز الجريدة كيف رصدت الأجهزة الأمنية علاقات بين مسؤول سابق في حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا فيكتور ترادياس مع الاستخبارات العسكرية الروسية، حيث تولى تقديم المشورة في العلاقات الدولية لرئيس حكومة الحكم الذاتي المنفي في بروكسيل كارلس بويغدمونت. ويعتقد أن ترادياس أقنع موسكو بضرورة دعم إعلان الجمهورية الكتالونية.

وكانت الحكومة الإسبانية قد ارتابت في الدور الروسي منذ سنوات وخاصة دور وسائل الاعلام الدائرة في فلك الكرملين مثل “سبوتينك” و”روسيا اليوم” التي تفسح مجالا كبيرا لدعاة الاستقلال عن اسبانيا، لكنها تجنبت اتهام موسكو مباشرة، وتولت الصحافة المقربة من حكومة مدريد هذا الدور، والآن يحقق القضاء رسميا.

وترفض الحركة القومية الكتالانية اتهامات التدخل الخارجي مشيرة الى أن مطالب الكتالانيين قديمة وتعود الى قرون، وبدورها ترفض موسكو مثل هذه الاتهامات.

وسبق لعدد من وسائل الاعلام الدولية ومنها نيويورك تايمز أن تحدثت عن هذه الوحدة الاستخباراتية في عمليات مثل محاولة اغتيال العميل الروسي سكريبال في بريطانيا ثم محاولة التسبب في انقلاب عسكري في مونتنيغرو، وعمليات في مولدافيا ودور في التسرب الى الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية في الغرب والتأثير على الانتخابات كما حدث في الولايات المتحدة من خلال الوصول الى البريد الالكتروني للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وتعد الاستخبارات العسكرية الروسية المعروفة بحروفها اللاتينية GRU  التي أسسها تروتسكي سنة 1918 العمود الفقري لمجمع الاستخبارات الروسية، وإذا كان “كي جي بي” قد تفكك بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، حافظت الاستخبارات العسكرية على تماسكها ووحدتها، وتعد من الأدوات الرئيسية لروسيا في سياستها الخارجية سواء في نشر النفوذ الروسي أو تنفيذ عمليات استخباراتية جريئة.

Sign In

Reset Your Password