بعد خمس سنوات من التقاضي، صدر عن المحكمة الجزئية الأمريكية في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، الجمعة، حكم لصالح “واتساب” في الدعوى القضائية التي تتهم فيها شركة NSO الإسرائيلية باستخدام خطأ في تطبيق المراسلة لتثبيت برنامج تجسس، مما سمح بالتجسس على الكثير من المستخدمين، ومنهم نشطاء وصحافيون من العالم العربي.
ووجدت القاضية فيليس هاميلتون، وفق وسائل الإعلام الأمريكية ونص الحكم الذي جرى نشره في الإنترنت، أن شركة NSO مسؤولة عن قرصنة 1400 هاتف في العالم، وأشارت إلى أن القضية الآن ستُعرض على المحاكمة فقط بشأن مسألة الأضرار. وستواجه مجموعة “إن إس أو” محاكمة منفصلة أمام هيئة محلفين في مارس/ آذار 2025 لتحديد الأضرار التي تدين بها لصالح واتساب، خدمة الرسائل الأكثر شعبية في العالم.
وقال رئيس واتساب، ويل كاثكارت، في تغريدة له بمنصة إكس: ”هذا الحكم انتصار كبير للخصوصية. لقد أمضينا خمس سنوات في الدفاع عن قضيتنا لأننا نؤمن إيمانا راسخا بأن شركات برامج التجسس لا يمكنها الاختباء وراء الحصانة أو التهرب من المسؤولية عن أفعالها غير القانونية في هذا الصدد”. مؤكدا: ”يجب أن تعلم وكالات المراقبة أن التجسس غير القانوني لن يتم التسامح معه. لن يتوقف واتساب عن العمل على حماية اتصالات الناس الخاصة“.
وكانت شركة آبل قد انسحبت من المحاكمة بعدما عجزت عن تقديم أدلة تؤكد بها تورط الشركة الإسرائيلية، إلا أن واتساب استمرت في المحاكمة بحكم أن خبراءها عثروا على كيفية التجسس الذي طبقته الشركة الإسرائيلية لصالح عدد من الدول التي كانت من زبائنها، ومنها دول عربية.
وكان حكم الإدانة مرتقبا بحكم أن الإدارة الأمريكية أضافت شركة “إن إس أو” الإسرائيلية التي تنتج برنامج التجسس بيغاسوس إلى لائحة الشركات السوداء التي يطبق عليها الحظر بسبب تورطها في خرق حقوق الإنسان وتحولها إلى أداة ضد المصالح الأمريكية نفسها، بل وتهدد النظام الدولي.
ومن شأن قرار الإدانة، أن يدفع دولا أخرى إلى فتح التحقيق ضد الشركة الإسرائيلية، لا سيما دول لديها تحقيق مفتوح مثل إسبانيا التي تعرض رئيس حكومتها بيدرو سانشيز للتجسس، وكذلك فرنسا التي تعرض رئيسها إيمانويل ماكرون للتجسس أيضا.
وكانت واتساب قد أبلغت حوالي 100 شخص ما بين نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر من سنة 2019، بأن برنامجا خبيثا يتجسس على هواتفهم. وفي صيف 2021، اندلعت الفضيحة الكبرى بالتجسس على أكثر من 50 ألف هاتف في العالم عبر برنامج بيغاسوس.