كشفت المفوضية الأوروبية أمس عن تقرير يبرز تزايد إحساس المواطنين الأوروبيين بارتفاع الفساد في دولهم الى مستويات مقلقة، وقدرت أن الفساد يكلف 120 مليار يور في مجموع أوروبا. ويأتي هذا الإحساس بسبب اهتمام أكبر من وسائل الاعلام بالفساد وتورط أسماء وشخصيات كبيرة مثل ملك اسبانيا خوان كارلوس ورئيس المانيا السابق ورئيس فرنسا نيكولا ساركوزي ضمن عشرات الوزراء الأوروبيين.
ووصفت سيسيليا مالمشتروم، وهي مفوضة الشئون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، مستويات الفساد في جميع أنحاء الاتحاد بأنها تدعو للذهول وانتقدت الحكومات بسبب الفشل في معالجة المشكلة. وجعل التقرير مستوى الفساد السنوي في 120 مليار يورو.
وقالت مالمشتروم “هناك شيء واضح للغاية ألا وهو عدم وجود منطقة خالية من الفساد في القارة الأوروبية. ويبدو الالتزام السياسي لاقتلاع الفساد حقا مفقودا. وببساطة فان ثمن عدم التحرك سيكون غاليا جدا”. وأضافت مالمشتروم أن الفساد يقوض ثقة المواطنين في المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون، وهذا يضر بالاقتصاد الأوروبي ويحرم الدول من عائدات الضرائب التي يشتد الحاجة إليها.
ولم تنج هذه المرة حتى دول شمال أوروبا من الفساد وإن كانت أقل فسادا من دول من أوروبا الجنوبية، حيث تصدرت دول مثل البرتغال واسبانيا وإيطاليا واليونان الدول الأكثر فسادا. والمثير أن معدل الشعور بالفساد يتجاوز 70% ويصل الى 95% في بعض الدول.
وينتعش الفساد في أوروبا في قطاعات مثل الإدارة وقطاع العقاري والأحزاب السياسية والصفقات العمومية المرتبطة بالحكومات.
ومن ضمن المظاهر التي ساهمت في ارتفاع إحساس المواطنين بالفساد هو تورط شخصيات كبيرة في الفساد وهناك حالات كثيرة أبرزها أفراد من العائلة الملكية في اسبانيا، ورئيسي فرنسا السابقين، جاك شيراك ونيكولا ساركوزي ورئيس المانيا السابق كريستيان وولف علاوة على فضائح رئيس الحكومة البريطانية السابق توني بلير.
وفي الوقت ذاته، أصبحت أخبار وقضايا الفساد الأكثر حضورا في وسائل الاعلام الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، ولاسيما وسائل الاعلام البديلة المرتبطة بالعالم الرقمي، وهو ما جعل الرأي العام الأوروبي يشعر بمزيد من قضايا الفساد.