ينجح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند في إحداث تغيير إيجابي وسط الكتلة الناخبة من اليسار بتعيينه مانويل فالس رئيسا للحكومة في أعقاب الخسارة التاريخية التي تعرض لها منذ قرابة أسبوعين في الانتخابات البلدية، فقد انتفض ضده اليسار الراديكالي وجزء من الاشتراكيين الذين نزلوا اليوم الى شوارع باريس للتنديد بما يعتبرونه “ساسة اليمين”.
وتحت شعار “هولند كفى”، نزل قرابة مائة ألف اليوم الى شوارع باريس، وفق المنظمين حسبما نقلت لوموند في موقعها الرقمي، بدعوة من “جبهة اليسار” وحزب مناهضة الرأسمالية وعشرات الجمعيات المدنية والنقابات للتنديد بما يعتبرون ساسة اليمين التي ينهجها الرئيس فرانسوا هولند خاصة بعد تعيين مانويل فالس على رأس الحكومة الأسبوع الماضي.
ورفع المتظاهرون شعارات تشجب سياسة التقشف والاقتطاعات الاجتماعية التي يعتبرونها مضرة بالفرنسيين وخاصة المعوزين منهم لاسيما في وقت تعيش البلاد أزمة اقتصادية، ويصبح الناس في حجة أكثر لرعاية الدولة ومساعداتها.
وصرح زعيم جبهة اليسار والمرشح الرئاسي السابق، جان لوك ميلنشون “التظاهرة هي خطاب واضح مرسل الى الحكومة مفادها أنه في فرنسا يوجد يسار وأنه لا يمكن السيطرة على صلاحياته لتطبيق سياسة يمين على المستوى الاقتصادي”.
ووعيا منه بتدهور شعبيته، أقدم هولند على تعيين وزير الداخلية فالس رئيسا للحكومة، ولكن الأخير أقدم على إجراءات سياسية واقتصادية يمينية، وفق تحاليل جرائد مثل لوموند وليبراسيون، وهو ما جعل شعبية الرئيس تتراجع أكثر وسط اليسار.
ولم يسبق لرئيس فرنسي عانى من تدهور شعبيته خلال السنتين الأولتين من حكمه مثل الرئيس الفرنسي هولند، وهو مؤشر كافي يدل على احتمال فقدانه المسبق للانتخابات الرائية المقبلة.