تستعد عدد من الدول الغربية التدخل العسكري في ليبيا لمواجهة إرهاب داعش ومنع هذه الحركة من التمدد، ومعه يطرح التساؤل، ما هو دور المغرب؟ وتشير كل المعطيات الى دعم المغرب للتدخل بل والمشاركة فيه وإن كان بشكل محدود على مستوى استخباراتي وبعض الكوماندوهات كما فعل في التدخل ضد تنظيم القاعدة في مالي دون الاعلان عنه رسميا.
في هذا الصدد، تشير كل المعطيات الى تدخل عسكري وشيك في ليبيا بزعامة فرنسا. وقد نشرت جريدة لوفيغارو يوم الثلاثاء 2 فبراير الجاري تقريرا عن هذا التدخل وأجملته عسكريا في خط دفاع إقليمي حول ليبيا يتضمن تقوية القوات التونسية لتمنع تمدد داعش نحو هذا البلد المغاربي رفع التعاون مع تشاد والنيجر لتأمين الحدود الجنوبية وإن كان الحدود السودانية تطرح صعوبات، ثم التنسيق مع مصر حتى لا تكون بوابة داعش من سيناء، ويضاف الى هذا حصار بحري غير معلن أمام السواحل الليبية لتفادي وصول مقاتلين أو أسلحة أو تسربهم الى أوروبا.
وعسكريا دائما، ستحاول فرنسا بدعم من الغرب تكرار السيناريو العسكري في دولة مالي أي ضربات جوية قوية رفقة عمليات لقوات خاصةغربية تلاحق أفراد داعش خاصة وأن الجغرافية الليبية لا تطرح مشاكل مثل جبال أفغانستان، بل ليبيا ذات جغرافية منبسطة بدون جبال ذات صعوبات توفر أماكن الاختفاء. والرهان على دعم قوي للقوات الليبية لحماية المنشآت مثل الموانئ والمطارات.
ويعتبر المغرب من الدول التي بدون شك ستنخرط بشكل أو آخر في الحرب ضد داعش في ليبيا للأسباب التالية:
في المقام الأول، دفاع المغرب عن حكومة وحدة في ليبيا قائمة عل اتفاقية الصخيرات التي احتضنتها أراضيه.
في المقام الثاني اعتبار المغرب ما يجري في ليبيا من نشاط إرهابي قد يمس أمنه القومي مباشرة على مستويين، الأول وهو التخوف من امتداد الحركة من ليبيا الى غرب إفريقيا مما يجعلها على أبوابه إذا وصلت الى منطقة الساحل. وقد يكون السيناريو قاتلا في حالة اتفاق بين الحركات الإرهابية الناشطة في النصف الشمالي من القارة الإفريقية من بوكوحرام وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وداعش. وكان المغرب قد علق الطيران مع ليبيا كما نشر مضادات ضدالطيران اعتقادا منه أن طائرات مدنية ليبية قد تتحول الى قنابل ضد منشآته.
في المقام الثالث، تفاقم الإرهاب في ليبيا عبر ارتفاع قوة داعش قد يجعل المغاربة ينخرطون في هذه الحركة خاصة في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها الجالية المغربية في ليبيا من بطالة ويأس، علما أن داعش وكما فعلت في سوريا من توفير راتب لأعضائها، سيكون قاتلا على أمن المغرب العربي إذا كررت السيناريو نفسه.
وأخيرا، اعتاد المغرب الانخراط في المشاريع والمبادرات السياسية التي يقف وراءها الغرب وأنظمة الخليج.ةالتدخل في ليبيا هو قرار للغرب وتنخرط وتؤيده الأنظمة الخليجية وخاصة السعودية والإمارات العربية.
وعليه، قد لا ينحصر دور المغرب على دعم التدخل العسكري الغربي في ليبيا بل قد يمتد الى المساهمة عبر الاستخبارات وبعض الكوماندوهات تحت مبرر “الدفاع الاستباقي عن الأمن القومي المغربي”.