احتلت العلاقات الخارجية للمغرب حيزا هاما في خطاب محمد السادس بمناسبة الذكرى 15 لعيد العرش، ووجه الملك انتقادات للجزائر ويبقى الجديد في الملف هو التوجه نحو روسيا والصين.
والخطاب الذي ألقاه الأربعاء من الأسبوع الجاري الذي يعتبر بمثابة جرد لأبرز المحطات جاء في تسلسل لانتماءات المغرب وهي المغرب العربي والعالم العربي وإفريقيا ثم العلاقات مع الغرب بشقيه سياسيين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وحول المغرب العربي الذي يعتبر الفضاء الطبيعي للمغرب، انتقد الملك استمرار الجزائر في إغلاق الحدود واصفا الأمر بغير الطبيعي وهذه ليست هي المرة الأولى لاتي ينتقد فيها الملك الجزائر. والفقرة البارزة التي خصصها الملك لحالة إغلاق الحدود هي “ومهما كان حجم هذا الخلاف، فإنه لا يبرر مثلا، استمرار إغلاق الحدود. فقد بلغ الوضع حدا لا يفهمه ولا يقبله المواطن المغاربي…. أن المغرب ما فتئ يدعو، منذ أزيد من ست سنوات، لإيجاد حل لهذا الوضع الغريب. إلا أن كل المبادرات المغربية الجادة، تقابل بتعنت ورفض ممنهج، يسير ضد منطق التاريخ والشرعية، ويتنافى مع حقوق شعوبنا في التواصل الإنساني، والانفتاح الاقتصادي”.
وحول الفضاء الثاني الذي هو العالم العربي، تطرق الملك للوضع السياسي المأساوي في العراق وسوريا، ثم أعرب تضامنه المطلق مع فلسطين في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وحول الفضاء الإفريقي، وهو الفضاء الثالث الذي ينتمي إليه المغرب، أبرز الملك أهمية الانتماء الى هذا الفضاء وأسس التعاون القائم على الحوار والتنمية المشتركة “وثقة إفريقيا في أفريقيا”.
ولم يخصص الملك حبزا هاما للاتحاد الأوروبي الذي يعتبر الشريك الاقتصادي والسياسي الأول للمغرب، مكتفيا بإشارات كلاسيكية للغاية ومنها متمنيا نجاح مفاوضات التبادل التجاري الحر. وقد يعود عدم تخصيص حيز مهم للاتحاد الأوروبي الى تردي وتراجع جودة العلاقات المغربية-الأوروبية بسبب ملفات مصل الصحراء والعلاقات الزراعية.
وتأتي الإشارة الى العلاقات مع الولايات المتحدة ولقاء الملك بالرئيس باراك أوباما، حيث خصص فقرة صغيرة، والواقع أن زيارة الملك خلال نوفمبر الماضي لا تعتبر ذات أهمية في العلاقات الثنائية التاريخية بين الرباط وواشنطن بل قد تكون أسوأ زيارة ملكية منذ بداية العلاقات الثنائية.
ويبقى الجديد في العلاقات الخارجية للمغرب هو حديث الملك عن العلاقات المستقبلية مع الصين وروسيا، إذ تشكل الإشارة إليهما دون باقي الدول الأخرى مثل اسبانيا وفرنسا مؤشرا هاما للغاية حول رغبة المغرب في نسج علاقات استراتيجية مع الدولتين بسبب ملف الصحراء.
ويأتي التوجه الى روسيا والصين في إطار رهان الرباط على بكين وموسكو لمواجهة بريطانيا والولايات المتحدة في فرض أي حل في نزاع الصحراء في حالة انتقال النزاع من الفصل السادس الى السابع.