كتبت الجريدة الرقمية “رأي اليوم” التي يديرها الصحفي عبد الباري عطوان أن العربية السعودية بصدد الاعداد لجيشين، الأول وهو جيش يتكون من مواطنين سعوديين والثاني يتكون من أجانب على رأسهم مغاربة وأردنيين ويمنيين، وهي بهذا تحاكي جيوش الشركات الكبرى وتقليد قديم في الجيوش الغربية التي تعتمد على “اللفيف الأجنبي”.
وتبرز الجريدة أن هذا التطور يأتي في إطار إعادة صياغة العربية السعودية لمخططاتها في المنطقة على ضوء المستجدات الكبرى التي تشكل منعطفا. وتؤكد في هذا الصدد، أن “القوة الاولى ستتمثل في قوات القيادة العسكرية الخليجية المشتركة التي تم الاتفاق على تأسيسها كبديل لدرع الجزيرة في القمة الخليجية الاخيرة في الكويت وسيكون نواتها 100 الف جندي وضابط”.
وتضيف “الدكتور نواف عبيد مستشار وزير الخارجية السعودي والزميل في مركز بلعر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفرد كشف في تقرير نشره قبل نهاية العام الماضي، ان القيادة العسكرية الخليجية هذه سيكون مقرها الرياض، وان 50 ـ 75 الفا من قواتها ستكون من السعوديين وكذلك قيادتها العليا، الامر الذي سيثير حساسية العديد من الدول الخليجية الاخرى التي تشتكي من الهيمنة السعودية”.
وتؤكد الجريدة أن “القوة الثانية ستكون من خمسين الفا من المقاتلين الاجانب، ومرشحة للوصول الى ربع مليون جندي وستكون بمثابة قوات تدخل سريع تحت امرة السعودية واستقر الرأي على ان تقام مراكز تدريب لهؤلاء في معسكرات خاصة وسط الصحراء وقريبا من الحدود الاردنية، حسب ما ذكرته احدث التقارير الغربية”.
واعتمادا على مصادر غربية، تبرز جريدة رأي اليوم” أن عناصر هذه القوات ستكون من المغرب والأردن واليمن، وسيتولى خبراء من قوات المارينز تدريبها.
ومنذ تقديم العربية السعودية لمشروع انضمام المغرب والأردن الى مجلس التعاون الخليجي، وجرى وقتها الحديث بقوة عن تأسيس قوة عسكرية سيكون شباب المغرب والسعودية من ركائزها. ولم تنف الرياض هذه الأخبار وتأتي تقارير ومخططات للسعودية لتؤكد أن هناك توجه نحو هذا المشروع.
وفي حالة تطبيق هذا المشروع العسكري ستكون العربية السعودية قد لجأت الى تكوين جيش على شاكلة اللفيف الأجنبي الذي تعتمده بعض الجيوش الغربية واعتمدته بشكل واسع خلال القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين ويستمر العمل به في الوقت الراهن.
وعمليا، انضم المغاربة الى الجيش الغربية والعربية منذ القرن التاسع عشر. وكانت أولى وحدات اللفيف الأجنبي في اسبانيا مكونة من مغاربة في منتصف القرن التاسع عشر، ثم استقطب الجيش الفرنسي مغاربة سواء في اللفيف الأجنبي أو ضباطا ومنهم أسماء بارزة مثل محمد أوفقير الذي سيصبح جنرالا.
وأعارت الدولة المغربية ضباطا في الجيش والدرك الى دول خليجية وأبرزهم الجنرال حميدو لعنيكري الذي كان يعمل تحت أوامر القيادة العسكرية في الإمارات العربية. ويوجد في الوقت الراهن مغاربة ذهبوا مهاجرين وانخرطوا بشكل انفرادي في جيوش عربية مثل الإمارات العربية والسعودية وقطر والبحرين.