قال العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، الأحد، إن “الأمة الإسلامية تعيش اليوم حالة حرجة من الفتن والصراع المرير”، وحذر من تداعيات تلك الفتن.
ودعا الملك عبد الله العلماء إلى “أن يحذروا شباب الأمة من الانزلاق في مسارب الغلو والعصبية للآراء أو الأحزاب أو الطوائف أو الانتماءات الخاصة، حرصًا على تحقيق التضامن بين المسلمين”.
جاء هذا في كلمة للعاهل السعودي، الأحد خلال افتتاح مؤتمر “العالم الإسلامي.. المشكلات والحلول”، الذي تعقده رابطة العالم الإسلامي في مقرها بمكة المكرمة على مدار يومين، وألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير مشعل بن عبدال له بن عبدالعزيز.
وأشاد العاهل السعودي، في كلمته- التي نشرت نصها وكالة الأنباء السعودية، باختيار المؤتمر “التضامن الإسلامي” موضوعاً لأبحاثه ومناقشاته، ودعا علماء الأمة إلى التضامن مع القادة لخدمة الأمة في تلك الظروف.
ومضى قائلا: “بالتضامن تتوافق جهودكم على المستويات الشعبية مع جهود القادة على المستويات الرسمية، وتلتقي على خدمة أمتنا الإسلامية التي تعيش اليوم حالة حرجة من الفتن والصراع المرير، حتى أصبح إزهاق الأرواح من كثرته وتكراره أمراً مألوفاً لا يثير هولاً ولا استفظاعاً”.
وحذّر من تأثير الفتن والصراعات وما ينتج عنها من “هدم العمران، وتردي الاقتصاد وتخلفه، وتعرض الأفراد والأسر لما لا يخفى عليكم من العناء والمآسي (…) وما يحل بالشعب السوري الشقيق منذ ثلاث سنين ما هو إلا مثال شاهد على ذلك”.
وحث على بذل الجهود لنشر ثقافة التصالح، بقوله إن: “هذه الحالة العصيبة التي أقلقت العديد من الأوطان الإسلامية وزعزعت أمنها واستقرارها، وأضعفت التواصل بين دول العالم الإسلامي وشعوبه، تستوجب ضرورة تكثيف بذل الجهود من المخلصين لنشر ثقافة التصالح والتسامح والاعتدال، ودعم جهود التضامن لرأب الصدع الذي أصاب الصف الإسلامي”.
ومضى العاهل السعودي قائلا إن “رؤية المملكة (السعودية) تقوم على الشمولية في المسؤولية نحو تحقيق التضامن بين المسلمين”.
وتابع أن “هذه المهمة لا تناط بالحكومات والقادة السياسيين وحدهم، بل لابد من تعاون المنظمات والهيئات غير الحكومية، وكذلك العلماء ورجال الفكر والدعوة والإعلام وكل ذي تأثير في الرأي العام”.
ورأى أن “الأمر يحتاج إلى إخلاص النيات وتنسيق الجهود في إعداد البرامج والمشاريع المناسبة وتهيئة الشعوب إعلامياً وثقافياً”.
وبين أن “المملكة ترى أن التضامن الإسلامي تتحدد قيمته بالأهداف المتوخاة منه ومن أهمها جمع الكلمة، وتوحيد الصف، وإخماد بؤر الصراع وأسباب الفتن وتجميع قدرات الأمة على ما يصلح حالها ويبعد عنها الشرور ويرفعها إلى مستوى المشاركة العالمية في خدمة القضايا الإنسانية”.
وتوقع أن ثمة “عوائق كثيرة” لتحقيق تلك الأهداف، معتبرا أن “الأمل في الخالق سبحانه وتعالى بأن يحقق لنا مرادنا ثم في الرابطة، وأمثالها من الهيئات والمنظمات الشعبية، أن تقوم بجهود التوعية بأهمية التضامن الإسلامي، وضرورته لإصلاح أحوال الأمة والنهوض بها”.
ورابطة العالم الإسلامي هي منظمة إسلامية شعبية عالمية تقوم بالدعوة للإسلام وشرح مبادئه وتعاليمه.