يربط المغرب سياسته الخارجية كل مرة أكثر بدبلوماسية دول مجلس التعاون الخليج وأساسا العربية السعودية والإمارات العربية، وآخر حلقة في هذا الشأن هو صمته من تطورات الملف النووي الإيراني حيث لم يعرب عن موقف الترحيب على شاكلة أغلب دول العالم.
وشكل تفاهم لوزان بين إيران والقوى الخمسة الدائمة العضوية زائد المانيا الموقع عليه مساء الخميس من الأسبوع الجاري منعطفا في السياسة العالمية بحكم التوصل الى اتفاق بعد مفاوضات دامت 12 سنة وأبعدت شبح الحرب. ورحبت معظم دول العالم بالاتفاق بما في ذلك الولايات المتحدة التي وصف رئيسها باراك أوباما الاتفاق بالتاريخي. ومن جهته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون بالاتفاق.
والتزمت بعض دول الخليج العربي وأساسا العربية السعودية والإمارات الصمت والتحفظ على الاتفاق بل والتشكيك في مصداقيته، وهي بهذا تلتقي مع إسرائيل. وكتبت جريدة لوموند في افتتاحيتها يوم السبت 4 أبريل عن لقاء العربية السعودية وإسرائيل حول هدف واحد وهو معارضة الاتفاق.
ولم تصدر وزارة الخارجية المغربية أي موقف حتى الآن من اتفاق لوزان التاريخي، وهو موقف يتعارض والشعارات التي ترفعها باستمرار حول الدور وسط المنتظم الدولي. وتوجد دولة صديقة لدول الخليج في مجلس الأمن وهي الأردن التي رحبت على لسان ممثلتها في المجلس دينا قعوار بالاتفاق وأعربت عن أملها أن يشكل انفراجا في الشرق الأوسط.
ويبقى المغرب الدولة الوحيدة التي تلتزم الصمت حتى الآن، وهذا الموقف هو شبيه بالموقف الذي اتخذته دبلوماسية الرباط في الاتفاق الأول الممهد للحالي، وكان الاتفاق يوم 24 نوفمبر من سنة 2013. وانتظر المغرب ستة أيام لكي يصدر بيانا مقتضبا يرحب فيه بتحفظ بالاتفاق.
واعتاد المغرب تاريخيا تبني مواقف الغرب في القضايا العالمية باستثناء في القضية الفلسطينية، لكنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة بدأ يميل الى مواقف دول الخليج وأساسا العربية السعودية والإمارات.