العالم يرى مباريات المنتخب المغربي ضد فرق أوروبية وعلى رأسها فرنسا من باب التاريخ ومفاتيح الجيوسياسي

صرخة لاعب تعبر عن صرخة أمة

رغم أن كأس العالم لكرة القدم هو تظاهرة رياضية محضة تجري في مستطيل بين فريقين متنافسين، إلا أنها تأخذ في بعض الأحيان يتجاوز ما هو سياسي الى التاريخ والذاكرة بل وكذلك ما هو جيوسياسي، كما يحدث في مباراة المغرب وفرنسا هذا الأربعاء.

وكانت جرائد كبرى منها الباييس ونيويورك قد كتبت كيف اكتسب المونديال في قطر نكهة خاصة بعد تأهل المغرب الى النصف النهائي وإقصاءه لفرق أوروبية عتيدة مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، وذلك بحضور ممثل عن القارة السمراء في النصف النهائي، الأمر الذي لم يحصل من قبل. إلا أن وسائل إعلام أخرى ذهبت أبعد في التركيز على المعاني السياسية والجيوسياسية.

في هذا الصدد، أبرز جريدة الواشنطن بوست في مقال تحليلي لها الثلاثاء من الأسبوع الجاري، كتبت في مقال معنون ب “بالنسبة للمغرب، المونديال يتجاوز ما هو رياضي”، وركزت على أن المواجهات الثلاث ضد إسبانيا والبرتغال، حيث انتصر عليهما وفرنسا التي سيواجهها هي مواجهة ضد القوى الإستعمارية الثلاث التي استعمرته عبر التاريخ. وتعتبر أنه نظرا للماضي الإستعماري يجب قراءة مباريات المغرب بمفاتيح تتعدى الرياضي نحو الجيوساسي.  وتبرز الواشنطن بوست “إنها ثلاثية مثالية مناهضة للاستعمار ، وهي بالتأكيد واحدة من أكثر السرديات إثارة للإقناع في تاريخ كأس العالم….لمعرفة كيف حصل هذا الإنجاز، يتطلب ضرورة معرفة معقدة لجيوسياسية المغرب”. وغاصت الجريدة في تاريخ المغرب بالقوى الأوروبية الثلاث من استعمار وعلاقات ثقافية واقتصادية بل حتى رياضية، لتبرز كيف يحس المواطن المغربي بالفخر المتعدد المظاهر بعد إنجازات المنتخب المغربي.

ودائما في إطار مفاتيح جيوسياسية، كانت جريدة الباييس قد قدمت قراءة سياسية هامة للمنتخب المغربي عندما رفع بعض لاعبيه الأعلام الفلسطينية إلى جانب المغربية، مما جعله منتخب العالم العربي والإسلامي وأساسا منتخب الفلسطينيين، ولم تهتم الشعوب بتوقيع المغرب على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل بل تناسوا ذلك. وذهبت صخف أمريكا اللاتينية في هذا الاتجاه، بل كتبت أن المغرب قد يكسر هيمنة الأوروبيين على المونديال في حالة فوزه بكأس العالم.

وتذهب مجلة ذي إيكونوميست البريطانية المعروفة بتحاليلها  القيمة بالقول بأن فوز المغرب لم يعد فقط القضية الفلسطينية الى الواجهة بل كذلك الهوية العربية.

وكانت بعض المباريات عبر نسخ سابقة للمونديال قد جلبت خلفت نقاشات سياسية نظرا للسياق التي جرت فيه، لكنه لم يسبق لمباريات منتخب أن خلفت النقاش السياسي الذي تعداه إلى الجيوسياسي كما يحدث مع مقابلات المغرب ضد المنتخبات الأوروبية.

Sign In

Reset Your Password